الساكنين في تصغير دابة دويبة. قال المبرد في المقتضب ١: ٨٣١: «حرف المد يقع بعده الساكن المدغم، لأن المدة عوض من الحركة وأنك تعتمد على الحرفين المدغم أحدهما في الآخر اعتمادة واحدة، نحو قولك: دابة وشاب، وتمود الثوب».
وبسط التعليل أبو الفتح في المحتسب ٢: ٧٦: «فقال: المدة الزائدة في الألف عوض من اجتماع الساكنين، حتى كأن الألف حرف متحرك، وإذا كان كذلك فكأنه لم يلتق ساكنان، ويدل على أن زيادة المد في الألف جار مجرى تحريكها أنك لو أظهرت التضعيف فقلت: دوابب لقصرت الألف، وإذا أدغمت أتممت صدى الألف، فقلت: دواب فصارت تلك الزيادة في الصوت عوضًا من تحريك الألف».
اشترط الصرفيون لاغتفار اجتماع الساكنين في هذا الموضع أن يكون اجتماعهما في كلمة واحدة.
قال ابن الحاجب في الشافية: «وفي المدغم قبله لين في كلمة نحو خويصة».
وقال الرضى في شرح الشافية ٢: ٢١٢، ٢١٣: «وإنما اشترطنا أن يكون المدغم من كلمة حرف المد؛ احترازًا من نحز. خافا الله، وخافوا الله فإنه يحذف حرف المد للساكنين».
وانظر شرح الجاربردي ١٥٠، وسيد عبد الله ١٠٨، وشرح الشيخ زكريا الأنصاري.
القراءات المتواترة تجاوزت هذه القيود وجاء فهيا اجتماع الساكنين على غير حده كثيرًا جدًا.
ولذلك يقول أبو حيان في البحر ٢: ٣١٧، ٣١٨: «وليس العلم محصورًا ولا مقصورًا على ما نقله وقاله البصريون، فلا تنظر إلى قولهم: إن هذا لا يجوز».