جريان الخبر على غير من هو له
وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ٧: ٢٠٢
وقوله {يمدونهم}:
قوم إذا الخيل جالوا في كواثبها ... فوارس الخيل لا ميل ولا قدم
في أن الخبر جار على غير ما هو له.
ويجوز أن يراد بالإخوان الشياطين، ويرجع الضمير المتعلق به إلى الجاهلين، فيكون الخبر جاريًا على ما هو له، والأول أوجه، لأن إخوانهم في مقابلة الذين اتقوا. الكشاف ٢: ١٩١.
وفي البحر: ٤٥٠ - ٤٥١: «الضمير في {إخوانهم} عائد على الجاهلين، أو على ما دل عليه الذين اتقوا، وهم غير المتقين، لأن الشيء قد يدل على مقابله، فيضمر ذلك المقابل، لدلالة مقابله عليه، وعنى بالإخوان في هذا التقدير الشياطين، كأنه قيل: والشياطين الذين هم إخوان الجاهلين أو غير المتقين يمدون الجاهلين أو غير المتقين في الغي، قالوا {يمدونهم} ضمير الإخوان؛ فيكون الخبر جاريًا على من هو له.
ويحتمل أن يختلف الضمير، فيكون {وإخوانهم} عائد على الشياطين، الدال عليهم الشيطان أو على الشيطان نفسه باعتبار أنه يراد به الجنس، نحو قوله {أولياؤهم الطاغوت} المعنى: الطواغيت ويكون في {يمدونهم} عائدًا على الكفار، والواو في يمدونهم عائدة على الشياطين، وإخوان الشياطين يمدونهم الشياطين، ويكون الخبر جرى على غير من هو له، لأن الإمداد مسند إلى الشياطين، لا لإخوانهم، وهذا نظير قوله:
قوم إذا الخيل جالوا في كواثبها
وقال الزمخشري: هو أوجه. البحر ٤: ٤٥٠ - ٤٥١، وانظر الإعراب المنسوب للزجاج: ٧٣٦ - ٧٤٠».