٢ - وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا ٤: ٤٥
في معاني القرآن للزجاج ٢: ٥٩: «ومعنى الباء التوكيد المعنى وكفى الله وليا وكفى الله نصيرا، إلا أن الباء دخلت في اسم الفاعل لأن معنى الكلام الأمر المعنى: اكتفوا بالله».
الباء زائدة ويجوز حذفها كقول سحيم:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيصا
وزيادتها في فاعل {كفى} وفاعل (يكفي) مطردة كما قال الله تعالى: {أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}.
وقال الزجاج دخلت الباء في الفاعل لأن معنى الكلام الأمر أي اكتفوا بالله. وكلامه مشعر بأن الباء ليست زائدة ولا يصح ما قال من المعنى لأن الأمر يقتضي أن يكون فاعله هم المخاطبون، ويكون {بالله} متعلقًا به وكون الباء دخلت في الفاعل يقتضي أن يكون الفاعل هو الله لا المخاطبون فتناقض قوله.
وقال ابن السراج: كفى الاكتفاء بالله. وهذا يدل أيضًا على أن الباء ليست بزائدة، وهذا أيضًا لا يصح، لأن فيه حذف المصدر، وهو موصول وإبقاء معموله، وهو لا يجوز إلا في الشعر، نحو قوله:
هل تذكرن إلى الديرين هجرتكم ... ومسحكم صلبكم رحمانا قربانًا
التقدير وقولكم يا رحمن قربانًا. البحر ٣: ٢٦١، وانظر الأمالي الشجرية ١: ٢٠١.
٣ - اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ١٧: ١٤
قال الزمخشري وغيره: بنفسك فاعل {كفى} وهذا مذهب الجمهور والباء زائدة على سبيل الجواز، لا اللزوم ويدل عليه أنه إذا حذفت ارتفع ذلك الاسم بكفى: قال الشاعر:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
وقال آخر: