قال أبو الفتح: في الرفع ضعف، لتأنيث الفعل، وهو قوله: {كانت} ولا يقوى أن تقول: ما قامت إلا هند وإنما المختار من ذلك: ما قام إلا هند وذلك أن الكلام محمول على معناه، أي ما قام أحد إلا هند، فلما كان هذا هو المراد المعتمد ذكر لفظ الفعل، إرادة له، وإيذانًا به. ثم إنه لما كان محصول الكلام: قد كانت صيحة واحدة جيء بالتأنيث إخلاد إليه، وحملا لظاهر اللفظ عليه.
ومثله قراءة الحسن: {فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم} بالتاء في ترى، وعليه قول ذي الرمة:
برى النحز والأجراز ما في غروضها ... فما بقيت إلا الصدور الجراشع
وأقوى الإعرابين: فما بقى غلا الصدور، لأن المراد: ما بقى شيء منها إلا الصدور». انظر النشر ٢: ٣٥٣، الإتحاف: ٣٦٤.
وفي البحر ٧: ٣٣٢: «أنكر أبو حاتم وكثير من النحويين هذه القراءة بسبب لحوق تاء التأنيث».
تأنيث الفعل وتذكيره مع المؤنث المجازي في الشواذ
١ - زين للذين كفروا الحياة الدنيا ٢: ٢١٢
قرأ ابن أبي عبلة {زينت}. البحر ٢: ١٣٩، الإتحاف: ١٥٦.
٢ - فمن جاءه موعظة من ربه ٢: ٢٧٥
قرأ الحسن وأبي: {جاءته} ابن خالويه: ١٧، البحر ٢: ٣٣٥، الإتحاف: ١٦٥.
٣ - ربنا لا تزغ قلوبنا ٣: ٨
{لا تزغ قلوبنا} بفتح التاء ورفع القلوب، عمرو بن فايد والجحدري.
{لا يزغ قلوبنا} بالياء السلمي. ابن خالويه: ١٩.
ظاهره نهي القلوب عن الزيغ، وإنما هو من باب: لا أرينك هنا. البحر ٢: ٣٨٦.