الشح. على أنه يجوز عند الجمهور في هذا الباب إقامة المفعول الثاني مقام الفاعل، وإن كان الأجود عندهم إقامة الأول، فيحتمل أن تكون الأنفس هي المفعول الثاني، والشح هو المفعول الأول، وقام الثاني مقام الفاعل. والأولى حمل القرآن على الأفصح المتفق عليه. البحر ٣: ٣٦٤.
الأنفس المفعول الأول. العكبري ١: ١١١.
٢ - وحملت الأرض والجبال ٦٩: ١٤
قرأ ابن أبي عبلة وابن مقسم والأعمش وابن عامر في رواية {وحملت} بالتشديد.
احتمل التشديد أن يكون للتكثير، أو يكون التضعيف للنقل، فجاز أن يكون الأرض والجبال المفعول الأول أقيم مقام الفاعل، والثاني محذوف أي ريحا وملائكة أو قدرة، وجاز أن يكون الثاني أقيم مقام الفاعل، والأول الفاعل، والأول محذوف، وهو واحد من الثلاثة. البحر ٨: ٣٢٣.
٣ - وقالوا أساطير الأولين اكتتبها ٢٥: ٥
قرأ طلحة بن مصرف {اكتتبها} بالبناء للمفعول. ابن خالويه: ١٠٣.
الأصل: مكتتبها له كاتب، لأنه كان أميا لا يكتب، ثم حذفت اللام فأقضى الفعل إلى الضمير، فصار اكتتبها إياه كاتب، كقوله: {واختار موسى قومه} ثم بنى الفعل للضمير الذي هو إياه، فانقلب مرفوعًا مستترًا بعد أن كان بارزًا منصوبًا، وبقى ضمير الأساطير على حاله. الكشاف ٣: ٢٦٤.
ولا يصح ذلك على مذهب جمهور البصريين، لأن (اكتتبها له كاتب) وصل فيه اكتتب إلى مفعولين:
أحدهما: مسرح وهو ضمير الأساطير.
والآخر: مقيد، وهو ضميره عليه السلام.
ثم اتسع في الفعل، فحذف حرف الجر، فصار اكتتبها إياه كاتب، فإذا بنى هذا الفعل إلى مفعول فإنما ينوب عن الفاعل المفعول المسرح لفظًا وتقديرًا. لا المسرح لفظًا المقيد تقديرًا، فعلى هذا كان يكون التقدير:
اكتتبته لا اكتتبها. البحر ٦: ٤٨٢، النهر: ٤٧٩.