إلى أبعد مذكور مع إمكان عوده إلى أقرب مذكور، وجعل {من آمن} منصوبا يتوعدون، فيصير من إعمال الأول وهو قليل، وقد قال النحاة إنه لم يرد في القرآن لقلته، ولو كان من إعمال الأول لوجب ذكر الضمير في الفعل الثاني، وكان يكون التركيب (وتصدونه أو وتصدونهم) إذ هذا الضمير لا يجوز حذفه على قول الأكثرين، إلا ضرورة على قول بعض النحويين: يحذف في قليل من الكلام، ويدل على أن من آمن منصوب بتصدون الآية الأخرى وهي قوله: {يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن} فكان جديرا بالمنع لما في ذلك التعقيد البعيد عن الفصاحة وأجاز ابن عطية أن يعود على شعيب، وهذا بعيد، لأن القائل {ولا تقعدوا} هو شعيب، فكان يكون التركيب: من آمن بي، ولا يسوغ أن يكون التفافا، البحر ٤: ٣٣٩، العكبري ١: ١٥٦.
٣ - {وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى} ٢٠: ١٣.
{لما يوحى} متعلق باستمع أو باخترتك، الكشاف ٣: ٥٥.
لا يجوز التعلق باخترتك لأنه من باب الإعمال، فيجيب أو يختار إعادة الضمير مع الثاني، فكان يكون: فاستمع له لما يوحى، فدل على أنه من إعمال الثاني، البحر ٦: ٢٣١.
٤ - {فذوقوا بما نسيتم للقاء يومكم هذا} ٣٢: ١٤.
مفعول (ذوقوا) محذوف، أي العذاب، ويجوز أن يكون (لقاء) هو المفعول على رأي الكوفيين في إعمال الأول ويجوز أن يكون المفعول هذان أي العذاب، العكبري ٢: ٩٨.
٥ - {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم} ٦٣: ٥.
{رسول الله} يطلبه عاملان:
أحدهما: يستغفر.
والآخر: تعالوا.
فأعمل الثاني على المختار عند أهل البصرة، ولو أعمل الأول لكان التركيب: