وقال البصريون: إن (لا) لا تضمر، وإن المعنى: يبين الله لكم كراهة أن تضلوا، لكن حذفت كراهة، لأن في الكلام دليلاً عليها، وإنما جاء الحذف عندهم على حد قوله: (واسأل القرية) والمعنى: واسأل أهل القرية».
ذكر الوجهين في البيان ١: ٢٨١ ورجح مذهب البصريين.
وفي المغني ٣٥: «الراجح أنها بمعنى لئلا قيل به في {يبين الله لكم أن تضلوا} وقوله:
نزلتم منزل الأضياف منا ... فعجلنا القرى أن تشتمونا
والصواب: أنها مصدرية، والأصل: كراهية أن تضلوا، ومخافة أن تشتمونا، وهو قول البصريين».
٢ - ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا ٢: ٢٢٤
ذهب الجمهور إلى أن المصدر المؤول مفعول لأجله، ثم اختلفوا في التقدير، فقيل: كراهة أن تبروا، أو لترك أن تبروا، وقيل: لئلا تبروا، أو إرادة أن تبروا.
وتقدير (لا) غير ظاهر، لما فيه من تعليل امتناع الحلف بانتفاء البر.
البحر ٢: ١٧٧ - ١٧٩.
٣ - فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ٤: ١٣٥
من العدول عن الحق، أو من العدل، وهو القسط، فعلى الأول يكون التقدير: إرادة أن تجوروا وعلى الثاني: كراهة أن تعدلوا بين الناس وتقسطوا، وهو مفعول لأجله على التقديرين، وجوز أبو البقاء أن يكون التقدير: ألا تعدلوا، فحذف (لا) أي لا تتبعوا الهوى في ترك العدل وقيل: المعنى: لا تتبعوا الهوى لتعدلوا.
البحر ٣: ٣٧٠ - ٣٧١، العكبري ١: ١١٠.
٤ - وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ٦: ٢٥
التقدير: كراهة أن يفقهوه، وقيل: المعنى: ألا يفقهوه.