من أجله فالموضع نصب لا غير منصوص عليه من النحويين ووجهه ظاهر.
البحر ٢: ١٩٧.
استثناء من غير الجنس. البيان ١: ١٥٧.
٣ - ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك ٢: ١٥٨
الظاهر أن الضمير في (أتاه) عائد على الذي حاج، وهو قول الجمهور (أن أتاه) مفعول لأجله على معنيين:
أحدهما: أن الحامل له على المحاجة هو إيتاؤه الملك، أبطره وأورثه الكبر والعتو فحاج لذلك.
والثاني: أنه وضع المحاجة موضع ما وجب عليه الشكر لله تعالى على إيتائه الملك، كما تقول: عاداني فلان لأني أحسنت إليه تريد أنه عكس ما كان يجب عليه من الموالاة لأجل الإحسان، ومنه (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون).
وقال الزمخشري: حاج وقت أن آتاه الله الملك ... النحويون لا يجوز أن يقوم مقام الظرف إلا المصدر الصريح. البحر ٢: ٢٨٧.
(أن آتاه) موضعه نصب عند سيبويه، جر عند الخليل. العكبري ١: ٦١.
٤ - فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ... ٢: ٢٨٢
أن تصل: في موضع المفعول لأجله، أي لأن تضل، على تنزيل السبب، وهو الإضلال منزلة المسبب عنه، وهو الإذكار. كما ينزل المسبب منزلة السبب، لالتباسهما واتصالهما، فهو كلام محمول على المعنى، أي لأن تذكر إحداهما الأخرى إن ضلت، ونظيره: أعددت الخشبة أن يميل الحائط فأدعمه، وأعددت السلاح أن يطرق العدو، فأدفعه، ليس إعداد الخشبة لأجل الميل، وإنما