في البحر ٨: ٧٩ «وقرأ أبو جعفر الرؤاسي عن أهل مكة {إن تأتهم} على الشرط، وجوابه {فقد جاء أشراطها} وهذا غير مشكوك فيه؛ لأنها آتية لا محالة، لكن خوطبوا بما كانوا عليه من الشك، ومعناه: إن شككتم في إتيانها فقد جاء أعلامها، فالشك راجع إلى المخاطبين الشاكين».
١٣ - {قل فآتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} ٣: ٩٣.
في البحر ٣: ٤ «وخرج قوله: {إن كنتم صادقين} مخرج الممكن، وهم معلوم كذبهم، وذلك على سبيل الهزاء بهم؛ كقولك: إن كنت شجاعا فالقني، ومعلوم عندك أنه ليس بشجاع، ولكن هزئت به؛ إذ جعلت هذا الوصف مما يمكن أن يتصف به».
١٤ - {وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين} ١٢: ٢٦ - ٢٧.
الشرط للاستقبال على معنى: إن يتبين أو يعلم. البحر ٥: ٢٩٧ - ٢٩٨، الكشاف ٢: ٢٥٢.
١٥ - {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية} ٦: ٣٥.
في البحر ٤: ١١٣ - ١١٤ «وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد كبر عليه إعراضهم، ولكن جاء الشرط معتبرا فيه التبين والظهور، وهو مستقبل، وعطف عليه الشرط الذي لم يقع، وهو قوله: {فإن استطعت} وليس مقصودا وحده بالجواب .. ونظيره {إن كان قميصه قد من قبل .. وإن كان قميصه قد من دبر} ومعلوم أنه قد وقع أحدهما، لكن المعنى: إن يتبين ويظهر كونه قد من كذا.
وكذا يتأول ما يجيء من دخول إن الشرطية على صيغة كان على مذهب الجمهور، خلافا لأبي العباس المبرد فإنه زعم أن إن إذا دخلت على كان بقيت على مضيها بلا تأويل».