حذف المضاف وبقاء المضاف إليه مجروراً
١ - تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة ٦٧:٨
في المحتسب ٢٨١:٢ - ٢٨٢: «ومن ذلك قراءة ابن جماز: (والله يريد الآخرة) يحملها على عرض الآخرة.
قال أبو الفتح: وجه جواز ذلك على عزته وقلة نظيره أنه لما قال: {تريدون عرض الدنيا} فجرى ذكر العرض قصار كأنه أعاره ثانياً فقال: عرض الآخرة، ولا ينكر نحو ذلك.
ألا ترى إلى بيت الكتاب:
أكل امرئ تحسبين امرأً ... ونار توقد بالليل ناراً
وإن تقديره: وكل نار؛ فناب ذكره (كلا) في أول الكلام عن إعادتها في الآخرة، حتى كأنه قال: وكل نار، هرباً من العطف على عاملين، وهما (كل، وتحسبين)، وعليه بيته أيضاً:
إن الكريم وأبيك يعتمل إن لم يجد يوماً على من يتكل
أراد: من يتكل عليه، فحذف (عليه) من آخر الكلام، استغناء عنها بزيادتها في قوله: (على من يتكل)، وإنما يريد: إن لم يجد على من يتكل عليه ... فعلى هذا جازت القراءة.
ولعمري إنه إذا نصب فقال على قراءة الجماعة: والله يريد الآخرة، فإنما يريد عرض الآخرة، إلا أنه يحذف المضاف ويقيم المضاف إليه مقامه في الإعراب».
اختلفوا في تقدير المضاف المحذوف: فمنهم من قدره: عرض الآخرة، وحذف لدلالة عرض الدنيا عليه. قال بعضهم: وقد حذف العرض في قراءة الجمهور، وأقيم إليه مقامه في الإعراب، فنصب وممن قدره: عرض الآخرة على التقابل الزمخشري، وقدره بعضهم: عمل الآخرة، وكلهم جعله كقوله:
ونار توقد بالليل ناراً