يكفروا) المخصوص.
وقوله تعالى: {نعما يعظكم به} المخصوص محذوف. ويضعفه قلة وقوع (الذي) مصرحًا به فاعلاً لنعم وبئس، ولزوم حذف الصلة بأجمعها في (فنعما هي)، لأن (هي) مخصوص، أي نعم الذي فعله الصدقات، وكذلك قولهم: دققته دقًا نعمًا.
وقال سيبويه والكسائي: (ما) معرفة تامة بمعنى الشيء فمعنى (فنعما هي): نعم الشيء هي. فـ (ما) هو الفاعل لكونه بمعنى ذي اللام، و (هي) مخصوص. ويضعفه عدم مجيء (ما) بمعنى المعرفة التامة، أي بمعنى الشيء في غير هذا الموضع، إلا ما حكى سيبويه من قولهم: إني مما أن أفعل ذلك، أي من الأمر والشأن أن أفعل ذلك».
وانظر الهمع ٨٦:٢، والأشموني ٣٥:٢ - ٣٦، وسيبويه ٣٧:١.
١ - بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله ٩٠:٢
في البحر ٣٠٤:١: «وأما (ما) فاختلف فيها: ألها موضع من الإعراب أم لا؟
فذهب الفراء إلى أنه بجملته شيء واحد ركب كحبذا؛ هذا نقل ابن عطية عنه وقال المهدوي: قال الفراء يجوز أن تكون (ما) مع بئس بمنزلة (كلما) فظاهر هذين النقلين أن (ما) لا موضع لها من الإعراب.
وذهب الجمهور إلى أن لها موضعًا من الإعراب، واختلف في موضعها نصب أم رفع.
فذهب الأخفش إلى أن موضعها نصب على التمييز، والجملة بعدها، في موضع نصب على الصفة، وفاعل (بئس) مضمر مفسر بما التقدير: بئس هو شيئًا اشتروا به أنفسهم. و (أن يكفروا) هو المخصوص بالذم، وبه قال الفارسي في أحد قوله، واختاره الزمخشري، ويحتمل على هذا الوجه أن يكون المخصوص بالذم محذوفًا، و (اشتروا) صفة له، والتقدير: بئس شيئًا شيء اشتروا به أنفسهم وثم (أن يكفروا)