فعل التعجب
تحدثت عن صيغة التعجب الأولي (ما أفعله) في حديثي عن (ما) التعجبية في الجزء الثالث من القسم الأول.
وبقي الحديث عن صيغة التعجب الثانية (أفعل به).
جاءت هذه الصيغة في القرآن الكريم في قوله تعالي:
١ - أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ ٢٦:١٨
٢ - أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا ٣٨:١٩
وقد تكلم عن صيغة التعجب في الآيتين الأخفش في كتابه (معاني القرآن) والفراء في كتابه (معاني القرآن) وأبو جعفر النحاس في كتابه (إعراب القرآن) وغيرهم.
في معاني القرآن للأخفش ٣٥٩:٢: «أي ما أبصره وأسمعه، كما تقول: أكرم به، أي ما أكرمه وذلك أن العرب تقول: يا أمة الله أكرم يزيد فهذا معني: ما أكرمه. ولو كان يأمرها أن تفعل لقال: أكرمي زيدا».
وفي معاني القرآن للفراء ١٣٩:٢: «وقوله (أبصر به وأسمع) يريد الله تبارك وتعالي كقوله في الكلام: أكرم بعبد الله، ومعناه: ما أكرم عبد الله، وكذلك قوله: (أسمع بهم وأبصر): ما أسمعهم وأبصرهم.
وكل ما كان فيه معني المدح والذم فإنك تقول فيه أظرف به وأكرم به»
وفي إعراب القرآن للنحاس ٢٢٢:٢: «أبصر به وأسمع) حذف منه الإعراب لأنه على لفظ الأمر، وهو بمعنى التعجب، أي ما أسمعه وما أبصره».
وقال في ٢: ٣١٦: «(أسمع بهم وأبصر) مبنى على السكون، لأنه لفظه لفظ الأمر، ومعناه معنى التعجب، ما أسمعهم وما أبصرهم».