قلت: إن الباء هي الأصل, والتاء بدل من الواو المبدل منها، وأن التاء فيها زيادة معنى، وهو التعجب، كأنه تعجب من تسهيل الكيد على يده وتأتيه، لأن ذلك كان أمرًا مقنوطًا منه لصعوبته وتعذره ...
أما قوله: (إن الباء هي الأصل) إنما كانت أصلاً لأنها أوسع حروف القسم؛ إذ تدخل على الظاهر والمضمر، ويصرح بفعل القسم معها، ويحذف.
وأما أن التاء بدل من واو القسم الذي أبدل من باء القسم فشيء قاله كثير من النحويين، ولا يقوم على ذلك دليل، وقد رد هذا القول السهيلي. والذي يقتضيه النظر أنه ليس شيء منها أصلاً لآخر.
وأما قوله (إن التاء فيها زيادة معنى وهو التعجب) فنصوص النحاة أن التاء يجوز أن يكون معها تعجب ويجوز أن لا يكون، واللام هي التي يلزمها التعجب في القسم» الكشاف ٣: ١٤.
٥ - قالوا تالله إنك لفي ضلالك القديم ١٢: ٩٥.
٦ - تالله لتسألن عما كنتم تفترون ... ١٦: ٥٦.
٧ - تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ... ١٦: ٦٣.
أخبر تعالى بإرسال الرسل إلى أمم من قبل أممك مقسمًا على ذلك ومؤكدًا بالقسم وبقد التي تقتضي تحقيق الأمر على سبيل التسلية للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم. البحر ٥: ٥٠٧.
٨ - تالله إن كنا لفي ضلال مبين ... ٢٦: ٩٧.
٩ - قال تالله إن كدت لتردين ... ٣٧: ٥٦.
(إن) مخففة من الثقلية، والجملة جواب القسم. الجمل ٣: ٥٣٢.
(تالله) قسم فيه التعجب من سلامته منه، النهر ٧: ٣٥٩، البحر ص ٣٦٢.