فيما قبله، على أن فيه خلافا شاذا، وصاحبه محجوج بالسماع. قال الشاعر:
فلما رأته آمنا هان وجدها ... وقالت: أبونا هكذا سوف يفعل
وأقول: تقدم معمول الفعل المقرون بالسين في قوله تعالى:
{وهم من بعد غلبهم سيغلبون} ٣٠: ٣.
في السمين: (سيغلون) خبر المبتدأ. و {من بعد غلبهم} متعلق به. الجمل ٣: ٣٨٣».
وقوع الجملة المصدرة بعلامة استقبال
خبرًا للمبتدأ
منع ذلك السهيلي فقال في نتائج الفكر ص ٨٠: «ولذلك قبح: زيدا سأضرب، وزيد سيقوم، مع أن الخبر عن زيد إنما هو بالفعل، لا بالمعنى الذي دلت عليه السين فإن ذلك المعنى مسند إلى المتكلم، لا إلى زيد، فلا يجوز أن يخلط بالخبر عن زيد، فتقول: زيد سيفعل.
فإن أدخلت (إن) على الاسم المبتدأ جاز دخول السين في الخبر، لاعتماد الاسم على إن، ومضارعتها للفعل، فصارت في اللفظ مع اسمها كالجملة التامة، فصلح دخول السين فيما بعد. فأما مع عدم (إن) فيقبح ذلك، وهذا مذهب الشيخ أبي الحسين - رحمه الله تعالى، إلا التعليل فإنه بخلاف تعليله.
وقد قلت له كالمحتج عليه: أليس قد قال الله سبحانه وتعالى: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} ٤: ٥٧، فجاء بالسين في خبر المبتدأ، فقال لي: اقرأ ما قبل الآية، فقرأت: {إن الذين كفروا} ٤: ٥٦.
فضحك وقال: قد كنت أفزعتني، أليست هذه (إن) في الجملة المتقدمة،