ثم عزل المنصور عمه سليمان عن البصرة، وولى مكانه سفيان بن معاوية، فطفق ابن المقفع يسخر منه, ومن أنفه الكبير، فنقم عليه، وذات يوم دخل ابن المقفع إلى دار سفيان, ولم يخرج منها، فقد قتله سفيان، ويقال: إنه كان للمنصور رأي في قتله.
صفاته:
كان ابن المقفع مشهورًا بذكائه، وسعة علمه, حتى قيل فيه: إنه لم يكن في العجم أذكى منه, وكان كريمًا جوادًا، وافر المروءة، وقد اشتهر بحبه للصديق, وحادثته مع عبد الحميد بن يحيى كاتب الخليفة الأموي مروان بن محمد شهيرة, وكان يقول: ابذل لصديقك دمك ومالك.
وقد اتهمه حساده بالزندقة, ولكن لا شيء في كتبه يثبت هذه التهمة عليه.
كتبه:
آثار ابن المقفع الأدبية كثيرة, جمع فيها أدب الفرس إلى أدب العرب,
ومن أشهر مؤلفاته: كليلة ودمنة، وقد نقله عن الفارسية، وهو كتاب يرمي إلى إصلاح الأخلاق, وتهذيب العقول،؛ ومنها الأدب الكبير, والصغير, وهما اللذان يجمعهما هذا المجلد.
الأدب الكبير:
يعترف ابن المقفع بأنه أخذ كتابه هذا من أقوال المتقدمين، وقد قدم له بتوطئة في: فضل الأقدمين على العلم, وشروط درسه, والغرض من هذا الكتاب, وقسمه إلى مبحثين: الأول في السلطان, ومصاحبه, وما يجمل بكل منهما من الخلال، وفي هذا المبحث بابان: الأول في آداب السلطان, والثاني