في "شرحه"، ومنعه الجعبري، ولا وجه لمنعه على هذا التقدير؛ إذ غايته أن يكون كالاستعاذة.
والثلاثة الجائزة على التقديرين:
أولها: وصل التكبير بآخر السورة وبالبسملة، وبأول السورة؛ نص عليه الداني، وصاحب "الهداية"، واختار الشاطبي، والشراح، وذكره في "التجريد" و "المبهج".
ثانيها: قطعه عن آخر السورة وعن البسملة مع وصل البسملة بأول السورة؛ نص عليه أبو معشر، واختاره، ونص عليه المهدوي، وابن مؤمن، وقال: إنه اختيار أبي طاهر بن غلبون، ولم أره في "التذكرة"، وذكره صاحب "التجريد" وأبو العز في "كفايته"، ونقله الحافظ أبو العلاء، عن الفحام السامري، ويخرج من كلام الشاطبي، ونص عليه الفارسي، والجعبري وغيرهما.
ثالثها: القطع عن آخر السورة، وعن البسملة، وعن أول السورة؛ نص عليه ابن مؤمن في "كنزه"، وكل من الفارسي، والجعبري، وهو ظاهر من كلام الداني في "جامعه"، ومن كلام الشاطبي، ومنعه مكيٌّ - أيضًا - ولا وجه لمنعه.
بل كل من هذه الأوجه السبعة جائز؛ قرأت به؛ وبه آخذ، ويتأتى منها على كل من التقديرين خمسة أوجه، وهي الوجهان المختصان به، والثلاثة الأخرى.
ثم إنك إذا وصلت أواخر السور بالتكبير، كسرت ما كان أواخرهن ساكنًا أو منونًا؛ نحو: "فَحَدِّثِ الله أَكبَر"، "لَخَبِيرٌ اللهُ أكبَرُ"، و"مَسَدٍ اللهُ أَكْبَرُ"، "تَوَّابًا اللهُ أَكبَر"، وإن كان محركًا تركته على حاله، وحذفت همزة الوصل لملاقاته الساكن؛ نحو: (الحَاكِمِين اللهُ أَكْبَرُ"، و"الأَبْتَرُ الله أكبر"، و"عن النَّعيِم اللهُ أكبر"، و"حَسدَ اللهُ أكبرَ". وإن كان صلة، حدفتها؛ نحو: ربه الله كبر، وإذا وصلته بالتهليل، أبقيته على حاله: فإن كان تنوينًا أدغمته في اللام؛ نحوًا "حَامِيةٌ لا إلهَ إلا الله" ويجوز المد على "لا" للتعظيم، كما قدمنا في باب المد ويجوز القصر على قاعدة المنفصل.
قال: فصل: ورد نصًا عن ابن كثير من روايته وغيرهما: أنه كان إذا انتهى في آخر الختمة إلى سورة الناس، قرأ الفاتحة إلى {الْمُفْلِحُونَ} البقرة: ٥ من أول البقرة. قال: