ولذلك قالت العرب: الغضب غُولُ العقل, يعني أنه يَغول العقل ويُذهبه, فتقلُّ معه الإصابة ولا يؤمن معه الخطأ في الحكم.
قلت: وفي معنى الغضب كل ماغير طبع الإنسان من جوع أو مرض وحزن ونحوها, لا يقضيحتى يَسكُن جَاشُه وتزول هذه الأعراض عنه.
(٤٣) (باب كيف يُبايِع الإمام الناس)
١٢٢٣/ ٧٢٠٧ - قال أبو عبدالله: حدَّثنا عبدالله بن محمد بن أسماء قال: حدَّثنا جُوَيرية, عن مالك عن الزُهرِيِّ أن حُميد بن عبدالرحمن أخبره عن المسور بن مخْرمة في قصة بيعة عثمان -رضي الله عنه- قال: طَرَقَني عبدالرحمن بن عوف بعد هَجْعٍ من الليل, فضرب الباب فقال: ادْع لي عليا فدعوته, فناجاه حتى ابهارَ الليل وذكر القصة بطولها.
يقال: أتيته بعد هجع من الليل, أي بعد طائفة من الليل, ومثله بعد هزع وهزيع منه.
وقوله: حتى ابهار الليل, يعي حتى مضى نصف الليل, وبُهرَة كل شيء وسَطَه.