عن عائشة مرسل. سمعت موسى بن هارون يقول: عراك بن مالك لا نعلم له سماعًا من عائشة.
(٣١) - ووجدت فيه (١) عن ابن وهب، عن سليمان بن بلال، عن سُهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا كان في سفر، فأسحر يقول: "سمع سامع بحمد الله، وحسن بلائه علينا". وذكر الحديث.
قال أبو الفضل: وهذا الحديث إنما يُعرف بعبد الله بن عامر الأسلميّ، عن سُهيل، وعبد الله بن عامر ضعيف الحديث، فيُشبه أن يكون سليمان سمعه من عبد الله ابن عامر. ولا أعرفه إلا من حديث ابن وهب هكذا.
(٣٢) - ووجدت فيه (٢) عن عبد بن حميد، عن مسلم بن إبراهيم، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا اجتهد في الدعاء قال: "جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار، يقومون الليل، ويصومون النهار، وليسو بأَئَمة، ولا فُجّار".
قال أبو الفضل: ورفع هذا الحديث إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خطأ، وأحسبه من عبد بن حميد، والصحيح ما حدّثنا محمد بن أيوب قال: حدّثنا موسى، حدّثنا حماد، أخبرنا ثابتٌ، قال: قال أنسٌ: "كان أحدهم إذا اجتهد لأخيه في الدعاء ... "، فذكر الحديث مثله.
(٣٣) - ووجدت فيه حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "يُجاء بالموت يوم القيامة، كأنه كبش أملح ... ". لأبي معاوية وجرير (٣). وكذلك رواه ابن نمير، وعلي بن مسهر، ويعلى، ومحمد ابنا عبيد. ورواه أبو بدر شُجاع بن الوليد، فأفسده. أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا سلمان بن توبة، حدّثنا أبو بدر، حدثنا سليمان بن مهران، قال: سمعتهم يذكرون عن أبي صالح، عن أبي سعيد موقوفًا بهذا الحديث.
فتبيّن أن هذا الحديث ليس هو مما سمعه الأعمش من أبي صالح. ووقفه أيضًا على أبي سعيد، غير أن رفعه صحيح إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (٤).
(٣٤) - ووجدت فيه (٥) حديث الأشجعيّ، عن سفيان، عن عبيد المكتب، عن
(١) "كتاب الذكر والدعاء" (٢٧١٨).
(٢) هذا الحديث أيضًا مما لا وجود له في "صحيح مسلم"، كما قاله بعض المحققين.
(٣) هكذا النسخة، والظاهر أنه متعلّق بوجدت: أي وجدت حديث الأعمش لأبي معاوية، وجرير، يعني أنهما روياه عن الأعمش هكذا. والله تعالى أعلم.
(٤) أي فرواية مسلم لا كلام فيها.
(٥) "كتاب الزهد والرقائق" (٢٩٦٩).