قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ثنا محمد بن عمرو، زُنَيج، وكان ثقة. وقال أبو سعد الزاهد: كتبت عن زُنَيج، صاحب جرير، وكان صدوقًا. وذكره ابن حبان في "الثقات". قال السراج: مات آخر سنة أربعين، أو أول سنة إحدى وأربعين ومائتين. وله في "صحيح مسلم" أربعة أحاديث (١)، برقم ٩٥٤ و ١١٧٨ و ١٢١٠ و ٢٣٤٨.
وقال في "التقريب": ثقة، من العاشرة.
تنبيهان:
(الأول): قوله: "أبو غسان" -هو بفتح الغين المعجمة، وتشديد السين المهملة- المسموع في كتب المحدثين، ورواياتهم غَسّانُ غير مصروف، وذكره ابن فارس في "المجمل" وغيره من أهل اللغة في باب غَسَنَ، وفي باب غَسَسَ، وهذا تصريح بأنه يجوز صرفه، وترك صرفه، فمن جعل النون أصلا صرفه، ومن جعلها زائدة لم يصرفه. قاله النوويّ (٢).
(الثاني): قوله: "الرازي": بالزاي: نسبة إلى الريّ، مدينة كبيرة مشهورة، من بلاد الدَّيْلَم، بين قُومس والجبال، وألحقوا الزاي في النسب تخفيفًا. قاله في "الأنساب" ٣/ ٢٣ - ٢٥ و"اللباب" ٢/ ٦.
٢ - (جرير) بن عبد الحميد بن قُرْط الضبيّ الكوفي، قاضي الريّ، تقدّم في ٤/ ٤٧. والله تعالى أعلم.
شرح الأثر
عن محمد بن عمرو الرازيّ، أنه (قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا) أي ابن عبد الحميد (يَقُولُ: لَقِيتُ) بكسر القاف، يقال: لَقِيته أَلْقاه، من باب تعِبَ لُقِيّا، والأصل على فُعُول، ولُقًى بالضمّ معِ القصر، ولِقَاءً بالكسر مع المدّ والقصر، وكلّ شيء استَقْبَل شيئًا، أو صادفه، فقد لقِيه، ومنه لِقَاءُ البيت، وهو استقباله. قاله الفيّوميّ (٣) (جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ الْجُعْفِيَّ) -بضمّ الجيم، وسكون المهملة-: نسبة إلى قبيلة جُعْفِي بن سعد العشيرة، من مَذْحِج. قاله في "اللبّ" (٤).
و"جابر" هذا: هو: جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث الجعفي، أبو
(١) هكذا في برنامج الحديث (صخر)، والذي في "تهذيب التهذيب" ٣/ ٦٦٠ نقلًا عن "الزهرة" أن مسلمًا روى عنه تسعة عشر حديثًا. فليُحرّر.
(٢) "شرح النووي" ١/ ١٠١.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٥٥٨.
(٤) "لبّ اللباب" ١/ ٢٠٧.