رسول الله.
ويسن لكل زيادة: المباركات الصلوات الطيبات، وأشهد الثاني، وتعريف السلام في الموضعين، لا البسملة قبله، ولا يجوز إبدال لفظ من هذا الاقل ولو بمرادفه، كالنبي بالرسول وعكسه، ومحمد بأحمد وغيره، ويكفي: وأن محمدا عبده ورسوله، لا وأن محمدا رسوله.
ويجب أن يراعي هنا التشديدات، وعدم إبدال حرف بآخر،
ــ
المعاصي ثم تاب توبة صحيحة وسلك طريق السلوك وقام بخدمة ملك الملوك يسمى صالحا.
(قوله: أشهد أن لا إله إلا الله) أي أقر وأذعن بأنه لا معبود بحق ممكن إلا الله.
ويتعين لفظ أشهد، فلا يقوم غيره مقامه لأن الشارع تعبدنا به.
وقوله: وإن محمدا رسول الله الأولى ذكر السيادة، لأن الأفضل سلوك الأدب.
وحديث: لا تسودوني في صلاتكم.
باطل.
(قوله: ويسن لكل) أي من الإمام والمنفرد والمأموم.
وهذا شروع في بيان أكمل التشهد، وقد ورد فيه أخبار صحيحة.
فقد روي أنه - صلى الله عليه وسلم -: لما جاوز سدرة المنتهى ليلة الإسراء غشيته سحابة من نور، فيها من الألوان ما شاء الله.
فوقف جبريل ولم يسر معه، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: أتتركني أسير منفردا؟ فقال له جبريل: وما منا إلا له مقام معلوم.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: سر معي ولو خطوة.
فسار معه خطوة فكاد أن يحترق من النور والجلال والهيبة، وصغر وذاب حتى صار قدر العصفور، فأشار على النبي بأن يسلم على ربه إذا وصل مكان الخطاب.
فلما وصل النبي إليه قال: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله.
فقال الله تعالى: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
فأحب النبي أن يكون لعباد الله الصالحين نصيب من هذا المقام، فقال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
فقال جميع أهل السموات: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
قوله: المباركات أي الناميات.
أي الأشياء التي تنمو وتزيد.
وقوله: الصلوات أي الخمس.
وقيل: مطلق الصلوات.
والطيبات: أي الأعمال الصالحة.
(فائدة) ذكر الفشني في شرح الأربعين إن في الجنة شجرة اسمها التحيات، وعليها طائر اسمه المباركات، وتحتها عين اسمها الطيبات، فإذا قال العبد ذلك في كل صلاة نزل ذلك الطائر من فوق الشجرة وانغمس في تلك العين ثم خرج منها وهو ينفض أجنحته فيتقطر الماء من عليه، فيخلق الله من كل قطرة ملكا يستغفر له إلى يوم القيامة.
(قوله: وأشهد الثاني) معطوف على مدخول زيادة، أي ويسن زيادة أشهد الثاني أي الداخل على وأن محمدا رسول الله.
وعليه، فالمناسب أن يقول: وأشهد في الثاني، بزيادة في الظرفية.
ويحتمل أنه معطوف على زيادة، أي
ويسن أشهد الثاني، وهو المناسب للمعطوف الذي بعده.
لكن يرد عليه إنه يقتضي أنه تقدم منه ذكره، مع أنه ليس كذلك.
إلا إن يقال إن أل الداخلة على الثاني للعهد الذهني، أي المعروف عندهم.
(قوله: وتعريف السلام) معطوف على زيادة، أي ويسن تعريف السلام لكثرته في الأخبار.
وكلام الشافعي: ولزيادته وموافقته سلام التحلل.
وعبارة المغني: وتعريف السلام أفضل - كما قال المصنف - من تنكيره.
وصحح الرافعي أنهما سواء.
وقيل: تنكيره أفضل.
اه بحذف.
(قوله: لا البسملة قبله) أي لا تسن البسملة قبل التشهد لعدم ثبوتها.
وعبارة المغني: ولا يسن في أول التشهد بسم الله على الأصح، والحديث فيه ضعيف.
اه.
(قوله: ولا يجوز إبدال لفظ من هذا الأقل) أي من الألفاظ الثابتة في أقل التشهد، ولو أتى بالأكمل، اقتصارا على الوارد.
(قوله: ولو بمرادفه) غاية لمقدر، أي بلفظ آخر ولو كان مرادفا له.
(قوله: كالنبي بالرسول) أي كإبدال النبي بالرسول، في قوله: السلام عليك أيها النبي، وهو من الإبدال بالمرادف، بناء على أنهما مترادفان.
وإلا فهو من الإبدال بالأخص منه، إذ الرسول أخص من النبي على الأصح.
وقوله: وعكسه أي وإبدال الرسول بالنبي في قوله: وأشهد أن محمدا رسول الله.
وإنما لم يجزئ ذلك لأن الرسالة أخص من النبوة على الأصح، فلا يلزم من كونه نبيا كونه رسولا، فيحتاج للتنصيص على كونه رسولا ليظهر فضله على من ليس له مقام الرسالة من النبيين.
(قوله: ومحمد بأحمد) أي وإبدال محمد بأحمد، وهذا من الإبدال بالمرادف لا غير.
(قوله: وغيره) أي وكغير ذلك، فهو معطوف على مدخول الكاف، وذلك كإبدال أشهد بأعلم فلا يجزئ، لأن الشارع تعبدنا بالأولى ويحتمل أنه معطوف على أحمد، أي وإبدال محمد بغير أحمد من بقية أسماء النبي.
(قوله: ويكفي وأن محمدا عبده ورسوله) أي بزيادة عبده، والإتيان بالضمير في رسوله بدل الاسم الظاهر.
(قوله: لا وأن محمدا رسوله) أي لا يكفي