يُغِلّ كلّ سنة من العراق مائة ألف سوى غلّاته من السراة وغيرها، ولقد كان يُدْخِلُ قُوتَ أهله بالمدينة سَنَتَهم من مزرعة بقناة كان يَزْرَعُ على عشرين ناضحًا، وأوّلُ من زرع القمح بقناة هو، فقال معاوية: عاش حميدًا سخيًّا شريفًا وقُتل فقيرًا، رحمه الله.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن محمّد بن زيد بن المهاجر عن إبراهيم بن محمّد بن طلحة قال: كانت قيمة ما ترك طلحة بن عُبيد الله من العقار والأموال وما ترك من النّاضّ ثلاثين ألف ألف درهم، ترك من العين ألفَىْ ألف ومائتى ألف درهم ومائتى ألف دينار، والباقى عُروض.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إسحاق بن يحيَى عن جدّته سُعْدَى بنت عوف المُرّيّة أمّ يحيَى بن طلحة قالت: قُتل طلحة بن عُبيد الله، يرحمه الله، وفى يد خازنه ألفا ألف درهم ومائتا ألف درهم، وقُوّمت أصولُه وعقارُه ثلاثين ألف ألف درهم (١).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني أبو رجاء الأيلى عن يزيد بن أبى حبيب عن عليّ بن رَباح قال: قال عمرو بن العاص حُدّثتُ أنّ طلحة بن عُبيد الله ترك مائة بُهار في كلّ بهار ثلاث قناطر ذهب، وسمعتُ أنّ البُهار جِلْدُ ثور.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرة عن مخرمة بن سليمان الوالبيّ عن السائب بن يزيد قال: صَحِبْتُ طلحة بن عُبيد الله في السفر والحضر فلم أَخْبُرْ (٢) أحدًا أعَمّ سخاءً على الدّرهم والثوب والطعام من طلحة.
قال محمّد بن سعد: وأخبرنى من سمع إسماعيل بن أبي خالد يخبر عن
(١) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٣٩ نقلا عن ابن سعد.
(٢) في متن ل "أُخْبَرْ" وبهامشها: الشيخ محمد عبده "أَخْبُرْ" وقد آثرت قراءة الشيخ اعتمادا على رواية ث حيث ضبطت الكلمة فيها - ضبط قلم- بفتح الهمزة وضم الباء وفى معاجم اللغة: خَبَر بالأمْرِ عَلِمَه. وبابه نَصَرَ.