سماك بن حرب عن جابر بن سَمُرَة أنّ بلالًا كان يؤذّن حين تَدْحَضُ (١) الشمس ويُؤخّر الإقامة قليلًا، أو قال: وربّما أخّرَ الإقامة قليلًا ولكن لا يخرج في الأذان عن الوقت.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وعارم قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أنّ بلالًا صعد ليؤذّن وهو يقول:
مَا لِبِلَالٍ (٢) ثَكِلَتْه (٣) أمُّهُ … وابْتَلّ منْ نَضْحِ دمٍ جَبينهُ (٤)
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كانت العَنَزَةُ تُحْمَلُ بين يدى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم العيد يحملها بلالٌ المؤذّن.
قال محمّد بن عمر: فكان يَرْكُزُها بين يديه والمصلَّى يومئذٍ فَضَاءٌ.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عمّار بن سعد القَرَظِ عن أبيه عن جدّه قال: كان بلالٌ يحمل العَنَزَةَ بين يدى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم العيد والاستسقاء (٥).
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدنيّ قال: حدّثني عبد
(١) في متن ل "يَدْحَضُ" وبهامشها قراءة الشيخ محمد عبده "ندحض" والمثبت هنا رواية ث -بتاء أول الفعل- وتؤكدها رواية النهاية: دَحض: في حديث مواقيت الصلاة (حين تَدْحَضُ الشَّمْسُ) أي تزول عن وسط السماء إلى جهة المغرب.
(٢) في متن ل "مالِ بِلَالًا" وبالهامش كذا بالنسخ، فإن كان المتن قد روى صحيحا (ولم يكن الأصل ما لِبلال) وجب أن تكون "مال" بمعنى "مَالِئْ". وقراءة الشيخ محمد عبده "ما لِبِلال".
وقد آثرت قراءته لموافقتها لرواية ت حيث رسمت الكلمة فيها "ما لبلال" بوضع علامة تحت اللام تدل على الكسرة ومثلها لدى البلاذرى في أنساب الأشراف ج ١ ص ١٨٧ وهو ينقل عن ابن سعد. وفى ث "ما لَبِلَال"، بفتح اللام ضبط قلم.
(٣) ل "ثَكَلَته" بفتح الكاف. والشكل هنا عن ت، ث بكسر الكاف. ويؤكده رواية القاموس "ثَكِلَته أمه -بكسر الكاف- فقدته.
(٤) أورده البلاذرى في أنساب الأشراف ج ١ ص ١٨٧ نقلا عن ابن سعد.
(٥) أورده البلاذرى في أنساب الأشراف ج ١ ص ١٨٨ نقلا عن ابن سعد. والعنزة: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا، وفيها سنان مثل سنان الرمح (النهاية).