قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا شريك عن أبي إسحاق الشيبانيّ عن مُثْنيّ العَبْديّ عن أشياخٍ لهم شهدوا عمّارًا قال: لا تَغْسِلوا عنى دمًا ولا تَحْثوا علىّ تُرابًا فإنى مخاصم.
قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن أشعث بن سَوّار عن أبي إسحاق أنّ عليًّا صلّى على عمّار بن ياسر وهاشم بن عتبة، رضي الله عنهما، فجعل عمّار ممّا يليه وهاشمًا أمام ذلك، وكبّر عليهما تكبيرًا واحدًا خمسًا أو ستًّا أو سبعًا، والشكّ في ذلك من أشعث.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا الحسن بن عُمارة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضَمْرَة أنّ عليًّا صلّى على عمّار ولم يَغْسِلْه.
قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى قال: أخبرنا عبد العزيز بن سِياه عن حبيب بن أبي ثابت قال: قُتل عمّار يومَ قتل وهو مُجْتَمعُ العَقْلِ.
قال: أخبرنا عُبيد الله بن موسى والفضل بن دُكين قالا: أخبرنا سعيد بن أوس العبسيّ عن بلال بن يحيَى العبسيّ قال: لمّا حضر حُذيفَةَ الموت، وإنّما عاش بعد قتل عثمان أربعين ليلة، فقيل له يا أبا عبد الله إنّ هذا الرجل قد قُتل، يعني عثمان، فما ترى؟ قال: أمّا إذْ أبَيْتُم فأجْلسونى، فأسْنَدوه إلى صدر رَجُلٍ ثمّ قال: سمعتُ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول: أبو اليَقْظان على الفِطْرة، أبو اليقظان على الفطرة لن يَدَعَها حتَّى يموتَ أو يُنْسِيَه الهَرَمُ.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا عبد الجبّار بن عبّاس عن أبي إسحاق قال: لمّا قُتل عمّار دخل خُزيمة بن ثابت فسطاطه وطرح عليه سلاحه وشَنّ عليه من الماء فاغتسل ثمّ قاتل حتَّى قُتل، رحمه الله.
قال: أخبرنا مُعاذ بن مُعاذ قال: أخبرنا ابن عون عن الحسن قال: قال عمرو بن العاص: إنى لأرجو ألا يكونَ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ماتَ يومَ ماتَ وهو يُحِبّ رجلًا فيُدْخلَه الله النّارَ، قال: فقالوا قد كنّا نَراهُ يُحِبّك وكان يستعملك، قال فقال الله أعلمُ أحَبّنى أم تألّفَنى، ولكنّا كنّا نراه يحبّ رجلًا، قالوا: فمن ذلك الرجلُ؟ قال: عمّار بن ياسر، قالوا: فذاك قتيلُكم يومَ صفّين، قال: قد والله قتلناه (١).
(١) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٤١٤.