قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا يحيَى بن سعيد عن سعيد بن المسيّب قال: أصيب بعيرٌ من المال زعم يحيَى من الفئ فنحره عمر وأرسل إلى أزواج النّبيّ منه وصنع ما بقى فدعا عليه من المسلمين وفيهم يومئذ العبّاس بن عبد المطّلب، فقال العبّاس: يا أمير المؤمنين لو صنعت لنا كلّ يوم مثل هذا فأكلنا عندك وتحدّثنا، فقال عمر: لا أعود لمثلها، إنّه مضى صاحبان لي، يعني النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأبا بكر عملا عملًا وسلكا طريقًا وإنى إنْ عَمِلْتُ بغير عَمَلهما سُلك بي طريقٌ غير طريقهما.
قال: أخبرنا عبد الله بن مسلم بن قَعْنَب الحارثى قال: أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه أنّ عمر بن الخطّاب خرج فقعد على المنبر فثاب النّاس إليه حتَّى سمع به أهل العالية فنزلوا فعَلّمهم حتَّى ما بقى وجهٌ إلّا عَلّمَهُم، ثمّ أتى أهلَه وقال: قد سمعتم ما نهيتُ عنه وإنى لا أعرف أنّ أحدًا منكم يأتى شيئًا ممّا نهيتُ عنه إلا ضاعفتُ له العذاب ضِعْفَيْن، أو كما قال (١).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني معمر عن الزّهريّ عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: كان عمر إذا أراد أن يَنْهَى النّاس عن شئ تقدّم إلى أهله فقال: لا أعْلَمَنّ أحدًا وَقَعَ في شئ ممّا نهيتُ عنه إلا أضعفتُ له العقوبة.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عروة قال: كان عمر إذا أتاه الخصمان برك على رُكْبَتَيْه وقال: اللّهمّ أعِنّى عليهما فإنّ كلّ واحدٍ منهما يريدنى عن دينى (٢).
قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق ومحمّد بن عبد الله الأنصاريّ وهوذة بن خليفة قالوا: أخبرنا ابن عون عن محمّد بن سيرين قال: قال عمر بن الخطّاب: ما بقى فيّ شئٌ من أمر الجاهليّة إلا أنى لستُ أبالى إلى أيّ النّاس نَكَحْتُ وأيّهم أنْكَحْتُ.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا القاسم بن الفضل قال: حدّثني
(١) أورده ابن عساكر في تاريخه ص ٢٢٨ من ترجمة عمر، نقلا عن ابن سعد.
(٢) أورده ابن الجوزى في مناقب عمر ص ١٠٧.