قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا مِنْدَل بن عليّ عن عاصم قال: سمعتُ أبا عثمان النّهدى يقول: والّذى لو شاء أنْ تَنْطِقَ قَناتى نَطَقَتْ لو كان عمر بن الخطّاب ميزانًا ما كان فيه مَيْطُ شَعْرَة (١).

قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقيّ المكّى قال: أخبرنا أبو عُمير الحارث بن عمير عن رجل أنّ عمر بن الخطّاب رقى المنبر وجمع النّاس فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيّها النّاس لقد رأيتُنى وما لي من أَكَال (٢) يَأكُلُه النّاس، إلّا أنّ لي خالاتٍ من بنى مخزوم، فكنتُ أستعذِبُ لهنّ الماءَ فَيُقَبِّضْنَ (٣) لي القبضات من الزبيب. قال ثمّ نزل عن المنبر، فقيل له: ما أردتَ إلى هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: إنى وجدتُ في نفسى شيئًا فأردتُ أن أطأطئَ منها.

قال: أخبرنا عليّ بن عبد الله بن جعفر قال: قال سفيان، يعني ابن عُيينة: قال عمر بن الخطّاب: أحبّ النّاس إليّ من رفع إليّ عيوبى.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا حميد عن أنس بن مالك أنّ الهُرْمُزان رأى عمر بن الخطّاب مضطجعًا في مسجد رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: هذا والله المَلِكُ (٤) الهَنِئُ.

قال: أخبرنا خالد بن مَخْلَد البَجَليّ قال: أخبرنا عبد الله بن عمر قال: أخبرني زيد بن أسْلم عن أبيه قال: رأيتُ عمر بن الخطّاب يأخذ بأذن الفرس ويأخذ بيده الأخرى أذنه ثمّ ينْزُو على مَتْن الفرس.

(١) أورده ابن عساكر في تاريخه ص ٢٧٢ من ترجمة عمر نقلا عن ابن سعد، والمَيْط: الميل.
(٢) الأَكال: ما يؤكل.
(٣) كذا في ل، وبهامشها "قراءة الشيخ محمد عبده: فَيَقْبِضْنَ" وفى ث: فيقبضَن -بفتح الضاد- ضبط قلم. وقَبَّضَ الشئَ -بتشديد الباء- جعله في قبضته. والخبر لدى ابن عساكر في تاريخه ص ٢٦٨ من ترجمة عمر نقلا عن ابن سعد. وأورده كذلك ابن الجوزى في مناقب عمر ص ١٧١ نقلا عن ابن سعد.
(٤) كذا في متن (ل) وبهامشها قراءة الشيخ محمد عبده "المُلْك" ولم يضبط منها في (ث) سوى الكاف بالضم ضبط قلم. ولدى ابن الأثير في النهاية (ملك) وفى حديث أبى سفيان "هذا مُلْك هذه الأمة قد ظهر" يروى بضم الميم وسكون اللام، وبفتحها وكسر اللام. وانظر الخبر لدى ابن عساكر في تاريخه ص ٣٦٠ من ترجمة عمر.