وُلد له عشرة لينحرنّ أحدهم، فلمّا ولد له عشرة وأراد ذبح عبد الله منعتْه بنو زُهرة وقالوا: أقرع بينه وبين كذا وكذا من الإبل، وإنّه أقرع فوقعت عليه سبع مرات وعلى الإبل مرة، قال: لا أدرى السبع عن أبى مجلز أم لا؟ ثمّ صار من أمره أن ترك ابْنه ونحر الإبل.
ثمّ رجع الحديث إلى حديث محمّد بن عمر، قال: وكانت جُرْهُم حين أحَسّوا بالخروج من مكّة دفنوا غزالَين وسبعة أسياف قَلْعِيَّة وخمسة أدراع سوابغ فاستخرجها عبد المطّلب، وكان يَتَألَّهُ ويعظّم الظّلم والفجور، فضرب الغزالَين صفائح فى وجه الكعبة، وكانا من ذهب، وعلّق الأسياف على البابَين يُريد أن يُحْرز به خَزانة الكعبة، وجعل المِفْتاح والقفل من ذهب (١).
وأخبرنا هشام بن محمد عن أبيه عن أبى صالح عن ابن عبّاس قال: كان الغزال لجُرْهم، فلمّا حفر عبد المطّلب زمزم استخرج الغزال وسيوفًا قلعيّة فضرب عليها بالقداح فخرجت للكعبة فجعل صفائح الذهب على باب الكعبة، فغدا عليه ثلاثة نفر من قريْش فسرقوه.
قال: وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبىّ عن أبيه وعَنْ عبْد المجيد بن أبى عَبْس وأبى المقوّم وغيرهم قالوا: وكان عبد المطّلب أحسن قريْش وجهًا وأمدّه جسمًا وأحلمه حلمًا وأجوده كفًّا وأبعد النّاس من كلّ مُوبقة تُفسد الرجال، ولم يره ملك قطّ إلّا أكرمه وشفّعة، وكان سيّد قريش حتى هلك، فأتاه نفرٌ من خزاعة فقالوا: نحن قوم متجاورون فى الدار، هَلُمّ فلْنحالفك، فأجابهم إلى ذلك وأقبل عبد المطّلب فى سبعة نفر من بنى عبد المطّلب والأرقم بن نضلة بن هاشم والضحّاك وعمرو ابْنَىْ أبى صَيْفىّ بن هاشم، ولم يحضره أحد من بنى عبد شمس ولا نوفل، فدخلوا دار النّدوة فتحالفوا فيها على التّناصر والمواساة وكتبوا بينهم كتابًا وعلّقوه فى الكعبة؛ وقال عبدُ المطَّلب فى ذلك:
سَأُوصى زُبَيرًا إنْ تَوَافَتْ مَنيّتى … بإمْساكِ ما بينى وبين بنى عَمْرِو
وَأن يحفَظ الحلْفَ الذى سَنّ شيخُهُ … ولا يُلْحِدَنْ فيه بظلم وَلا غَدْرِ
(١) ابن هشام ج ١ ص ١٤٦، وانظر النويرى: نهاية الأرب ج ١٦ ص ٤٧ - ٤٨.