حافّةَ الإسلام، وايْمُ الله لقد جارَ هؤلاء القوم عن القصد حتى لقد حال دونه وعُورة ما يُبصرون القصد ولا يَهتدون له. قال فقال عبد الله بن أبي الهُذيل: فكم ظعنوا بعد ذلك من مظعنة.
قال: أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن بكر السهمي وعبد الوهاب بن عطاء العجلي قالوا: أخبرنا حميد الطويل قال: قال أنس بن مالك: لمَّا أُصيب عمر بن الخطّاب قال أبو طلحة: ما من أهل بيت من العرب حَاضِرٍ (١) ولا بادٍ إلّا قد دخل عليهم بقتل عمر نَقْصٌ.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُناني عن أنس بن مالك أنّ أصحاب الشورى اجتمعوا فلمّا رآهم أبو طلحة وما يصنعون قال: لأنا كنتُ لأَنْ تَدَافَعُوهَا أخْوَفَ مني من أَنْ تَنَافَسُوها، فوالله ما من أهل بيت من المسلمين إلّا وقد دخل عليهم في موت عمر نَقْصٌ في دينهم وفي دنياهم، قال يزيد فيما أعلم (٢).
قال: أخبرنا محمّد بن عبيد الطنافسي وقبيصة بن عقبة قالا: أخبرنا هارون البربريّ عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عائشة قالت: سمعتُ ليلًا ما أراه إنْسيًّا نَعى عمر وهو يقول:
جزَى الله خيرًا من أميرٍ وباركَتْ … يدُ الله في ذاكَ الأديمِ المُمَزَّقِ
فمن يمشِ أو يركبْ جناحيْ نعامةٍ … لِيُدرِك ما قدّمتَ بالأمسِ يُسبقِ
قضَيْتَ أمورًا ثمّ غادرتَ بعدَهَا … بوائقَ في أكمامها لم تُفَتَّقِ (٣)
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا: أخبرنا حمّاد بن زيد قال: قال أيّوب عن ابن أبي مُليكة ويزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أنّ الجنّ ناحت على عمر:
عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ أميرٍ وباركَتْ … يدُ اللهِ في ذاكَ الأديمِ المُخَرَّقِ
(١) في متن ل "حاضرٌ" وبالهامش الشيخ محمد عبده "حاضرٍ" وآثرت قراءة الشيخ اعتمادًا على رواية ث ومثلها لدى ابن عساكر في تاريخه ص ٣٩٥ من ترجمة عمر، وهو ينقل عن ابن سعد. وفي طبعتي إحسان وعطا "حاضرٌ".
(٢) ابن عساكر ص ٣٩٦.
(٣) ابن عساكر ص ٣٤١.