وأنهم قبروه، فرجع إلى أبيه فأخبره، فوَجدَ عليه عبد المطلب وإخوته وأخواته وجدًا شديدًا: ورسولُ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يومئذ حَمْل، ولعبد الله يوم تُوفّى خمس وعشرون سنة (١).
قال محمّد بن عمر الواقدىّ: هذا هو أثبت الأقاويل والرواية فى وفاة عبد الله ابن عبد المطّلب وسنّه عندنا.
قال: وأخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى معمر عن الزهرىّ قال: بعث عبد المطلب عبد الله إلى المدينة يمتار له تمرًا فمات، قال محمّد بن عمر: والأول أثبت.
قال أبو عبد الله محمد بن سعد: وقد روى لنا فى وفاته وجه آخر، قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبىّ عن أبيه وعن عوانة بن الحكم قال: تُوُفى عبد الله بن عبد المطّلب بعدما أتى على رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، ثمانية وعشرون شهرًا. ويقال سبعة أشهر.
قال محمّد بن سعد: والأوّل أثبت أنّه تُوفّى ورسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حَمْلٌ (٢).
قال: أخبرنا محمّد بن عمر بن واقد الأسلمى قال: ترك عبد الله بن عبد المطلب أمّ أيمن وخمسة أجمال أوارِكَ، يعنى تأكل الأراك، وقطعة غنم، فورث ذلك رسول الله (٣)، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فكانت أمّ أيمن تحضنه واسمها بركة: وقالت آمنة بنت وهب ترثى زوجها عبد الله بن عبد المطّلب (٤):
عفَا جانبُ البطحاءِ من ابن هاشم … وجاور لحدًا خارجًا فى الغماغمِ
دَعَتْهُ المنَايا دعوةً فأجابَها … وما تركت فى الناس مثل ابن هاشمِ
عشيّةَ راحوا يحملونَ سريرَهُ … تعاوَرَهُ أصحابُه فى التّزَاحمِ
فإن يكُ غالتهُ المنَايا وَرَيْبُها … فقد كانَ مِعطاءً كثيرَ التراحمِ
* * *
(١) الخبر لدى النويرى ج ١٦ ص ٦٦ نقلا عن ابن سعد، وكذا أورده الصالحى فى سبل الهدى ج ١ ص ٣٩٨ نقلا عن ابن سعد.
(٢) انظره لدى النويرى ج ١٦ ص ٦٦.
(٣) الخبر بسنده ونصه لدى النويرى ج ١٦ ص ٦٧.
(٤) الأبيات لدى الصالحى فى سبل الهدى ج ١ ص ٣٩٩ نقلا عن ابن سعد.