قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حمّاد بن سَلَمة عن هشام بن عروة عن أبيه أنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أخّرَ الإفاضة من عرفة من أجل أسامة بن زيد ينتظره، فجاء غلام أفطس أسود فقال أهل اليمن: إنّما حُبِسْنا من أجل هذا، قال فلذلك كفر أهل اليمن من أجل ذا. قال محمد بن سعد: قلتُ ليزيد بن هارون ما يعني بقوله كفر أهل اليمن من أجل هذا؟ فقال: ردّتهم حين ارتدّوا في زمن أبي بكر إنّما كانت لاستخفافهم بأمر النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء عن ابن عبّاس عن أُسامة بن زيد أنّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أفاض من عَرَفَةَ وهو رديف النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وهو يَكْبَحُ راحلتَه حتى إنّ ذِفْراها ليكاد يُصيب قادمةَ الرّحْل، وربّما قال حمّاد: لَيمسّ قادمةَ الرحل، ويقول: يا أيّها الناس عليكم السكينة والوقار فإنّ البرّ ليس في إيضاع الإبل.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عليّ بن زيد عن يوسف بن مِهْران عن ابن عبّاس قال: جاءنا رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ورديفه أُسامة بن زيد فسقيناه من هذا النبيذ فشرب ثمّ قال: أحْسَنْتُم فهكذا فاصنعوا.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا همّام بن يحيَى قال: حدّثنا قتادة قال: حدّثني عُرْوة أنّ عامرًا الشعبيّ حدّثه أنّ أُسامة قال: إنّه كان رِدْفَ النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، عشيّة عرفة فلمّا أفاض لم ترفع راحلتُه رِجلها عاديةً حتى بلغ جَمْعًا.
قال: أخبرنا يحيَى بن عبّاد قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن أيّوب عن نافع عن ابن عمر أنّ النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، دخل مكّة يوم الفتحِ ورديفه أُسامة بن زيد فأناخ في ظلّ الكعبة، قال ابن عمر: فسبقتُ الناس فدخل النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، وبلال وأسامة الكعبة فقلتُ لبلال وهو وراء الباب: أين صلّى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بحيالك بين السارِيَتَين.
قال: أخبرنا عبد الملك بن عَمْرو أبو عامر العَقَديّ (١) وموسى بن مسعود
(١) عبد الملك بن عَمرو أبو عامر العقدي: تحرف في طبعة ليدن والطبعات اللاحقة إلى "عبد الملك بن عمرو، وأبو عامر" وصوابه من ث والمزي ج ١٨ ص ٣٦٤.