عروة: فمولانا فلان، فقال ابن عمر: فذلك أبعد. فلمّا جاء أخواها حَمِدَ الله ابنُ عمر وأثنى عليه ثمّ قال: هذا عندكما (١) عروة وهو ممّن قد عرفتما وقد ذكر أختكما سَوْدةَ فأنا أزوّجه على ما أخذ الله به على الرجال للنساء، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وعلى ما يستحِلّ به الرجال فُرُوجَ النساء، أكذلك يا عروة؟ قال: نعم، قال: فقد زوّجتُكَها على بركة الله (٢).
قال: قال عبد العزيز قال لى نافع: فلمّا أوْلَمَ عروةُ بعث إلى عبد الله بن عمر يدعوه، قال فجاء فقال له: لو كنتَ تقدّمتَ إلىّ أمسِ لم أصُمِ اليومَ فما رأيك؟ أقْعُدُ أو أنْصَرِفُ؟ قال: بل انصرف راشدًا. قال فانصرف.
قال: أخبرنا محمد بن يزيد بن خُنيس قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي روّاد قال: أخبرنى نافع أنّ رجلًا سأل ابن عمر عن مسألة فطأطأ ابن عمر رأسَه ولم يُجِبْه حتى ظنّ الناس أنّه لم يسمع مسألته، قال فقال له: يرحمك الله أما سمعتَ مسألتى؟ قال قال: بلى ولكنّكم كأنّكم تَرَوْنَ أنّ الله ليس بسائلنا عمّا تسألوننا عنه، اتْرُكْنا -يَرْحَمُك الله- حتى نَتَفَهّمَ في مسألتك فإن كان لها جوابٌ عندنا وإلّا أعلمناك أنّه لا عِلْمَ لنا به (٣).
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدنىّ قال: حدّثنى أبي عن عاصم بن محمد عن أبيه قال: ما سمعتُ ابن عمر ذاكرًا رسولَ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلّا ابتدرت عيناه تبكيان.
قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب الحارثى قال: حدّثنى مالك بن أنس عن حُميد بن قيس عن مجاهد قال: كنتُ مع ابن عمر فجعل الناس يسلّمون عليه حتى انتهَى إلى دابّته فقال لى ابن عمر: يا مجاهد إنّ الناس يحبّوننى حبًّا لو كنتُ أعطيهم الذهب والورِق ما زِدتُ.
قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب قال: حدّثنا مالك عن حُميد بن قيس عن مجاهد أنّ ابن عمر كانت عليه دراهم فقضى أجْوَدَ منها فقال الذى
(١) في ل، ث "عندكم" والمثبت قراءة دى خويه.
(٢) ابن عساكر ص ٨٧.
(٣) ابن عساكر ص ٨٣ نقلا عن ابن سعد.