{عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}، إلى قوله: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}. فلمّا نزلت هذه الآية دعاه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأكرمه واستخلفه على المدينة مرّتين.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن جابر قال: سألتُ عامرًا أيَؤمّ الأعمى القومَ؟ فقال: استخلف رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عمرو بن أمّ مكتوم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى عبد الله بن نوح الحارثى عن أبي عُفير، يعنى محمد بن سهل بن أبي حَثْمَةَ، قال: استخلف رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على المدينة ابنَ أمّ مكتوم حين خرج في غزوة قَرْقَرَة الكُدر إلى بنى سُليم وغَطَفان. وكان يُجَمّعُ بهم ويخطب إلى جنب المنبر، يجعل المنبر عن يساره، واستخلفه أيضًا حين خرج في غزوة بنى سُليم ببُحْران ناحية الفُرْع (١)، واستخلفه حين خرج إلى غزوة أحُد، وحين خرج إلى حَمْراء الأَسَد وإلى بنى النضير وإلى الخندق وإلى بنى قُريظة وفى غزوة بنى لحْيان وغزوة الغابة وفى غزوة ذى قَرَد وفى عُمْرة الحُديبية.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا أسامة بن زيد الليثى عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود عن محمد بن عبد الرحمن بن ثَوْبان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنّ ابن أمّ مكتوم ينادى بليلٍ فكُلوا واشربوا حتى ينادى بلال.
قال: أخبرنا قَبيصة بن عقبة قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عبد الله بن مَعْقِل قال: نزل ابن أمّ مكتوم على يهوديّة بالمدينة عمّة رجلٍ من الأنصار فكانت تُرْفِقُه وتؤذيه في الله ورسوله فتناولها فضربها فقتلها فرُفعَ إلى النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: أما والله يا رسول الله إن كانت لَتُرْفِقُنى ولكنّها آذَتْنى في الله ورسوله فضربتُها فقتلتها. فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: - أبعدها الله تعالى فقد أبْطَلَتْ (٢) دَمَها.
(١) في متن ل "القُرْع" وقراءة فيستنفلد مثل المتن. أما قراءة دى خويه "الفُرْع" وآثرت قراءته اعتمادا على رواية ث. راجع أيضا مغازى الواقدى ص ١٩٦.
(٢) قراءة فيستنفلد ودى خويه "أَبْطَلْتُ" والمثبت من ل، ث.