قال: إنّ خليلي عهدَ إليّ أن أيّ مالٍ ذَهَبٍ أو فضّةٍ أُوكِيَ عليه فهو جَمْرٌ على صاحبه حتى يُفَرّغَه في سبيل الله (١).
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا أبو هلال قال: حدّثنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أنّ أبا ذرّ كان عطاؤه أربعة آلاف فكان إذا أخذ عطاءه دعا خادمه فسأله عمّا يكفيه لسنةٍ فاشتراه له، ثمّ اشترى فلوسًا بما بقي وقال: إنّه ليس من وعى ذهبًا أو فضّة يُوكى عليه إلا وهو يتلظّى على صاحبه.
قال: أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرميّ قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة عن أبي نعامة السَّعْديّ عن الأحنف بن قيس قال: قال لي أبو ذرّ خُذ العطاء ما كان مُتْعَةً فإذا كان دَيْنًا فارفضه.
قال: أخبرنا عبد الله بن عمرو أبو معمر المِنْقَريّ قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيد عن الحسين المعلّم عن ابن بُريدة (٢) قال: لما قدم أبو موسى الأشعريّ لقي أبا ذرّ فجعل أبو موسى يلزمه، وكان الأشعري رجلًا خفيف اللحم قصيرًا، وكان أبو ذرّ رجلًا أسود كَثّ الشعر. فجعل الأشعريّ يلزمه ويقول أبو ذرّ: إليك عني، ويقول الأشعريّ، مَرْحَبًا بأخي، ويدفعه أبو ذرّ ويقول: لستُ بأخيك إنّما كنتُ أخاك قبل أن تُسْتَعْمَلَ (٣).
قال ثمّ لقي أبا هريرة فالتزمه وقال: مرحبًا بأخي، فقال أبو ذرّ: إليك عني، هل كنتَ عَمِلْتَ لهؤلاء؟ قال: نعم، قال: هل تطاولتَ في البِناء أو اتْخَذتَ زَرْعًا أو ماشيةً؟ قال: لا، قال: أنت أخي أنت أخي.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا صالح بن رُسْتُم أبو عامر عن حُميد بن هلال بن الأحنف بن قيس قال: رأيتُ أبا ذرّ رجلًا طويلًا آدم أبيض الرأس واللحية.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا شريك عن إبراهيم بن مُهاجِر عن
(١) المصدر السابق ص ٧٣.
(٢) ابن بريدة: تحرف في المطبوع والمخطوط إلى "أبي بريدة" وصوابه من تهذيب الكمال ج ٦ ص ٣٧٢، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٧٤.
(٣) نفس المصدر ص ٧٤.