قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سَلَمة قال: أخبرنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النّهْديّ قال: رأيتُ أبا ذرّ يميد على راحلته وهو مستقبل مَطْلِعَ الشمس فظننتُه نائمًا فدنوتُ منه فقلتُ: أنائم أنت يا أبا ذرّ؟ فقال: لا بل كنتُ أصلّي.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو عَقيل قال: حدّثنا يزيد بن عبد الله أنّ أبا ذرّ تَبِعَتْه جُويرية سوداء فقيل له: يا أبا ذرّ هذه ابنتُك؟ قال: تزعم أمّها ذاك.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا قرّة بن خالد قال: حدّثنا عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: كُسِيَ (١) أبو ذرّ بُرْدَينِ فأتَزَرَ بأحدهما وارتدى بشِمْلَةٍ وكسا أحدهما غلامَه، ثمّ خرج على القوم فقالوا له: لو كنتَ لبستَهما جميعًا كان أجمل، قال: أجل ولكني سمعتُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يقول: أطْعِموهم ممّا تأكلون وألبسوهم ممّا تكسون.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا قرّة بن خالد قال: حدّثنا بُدَيل بن مَيْسَرَةَ عن مطرّف عن رجلٍ من أهل البادية قال: صحبتُ أبا ذرّ فأعجبَتْني أخلاقُه كلّها إلّا خُلقٌ واحد. قلتُ: وما ذاك الخلق؟ قال: كان رجلًا فَطِنًا فكان إذا خرج من الخلاء انتضح.
* * *
٤٥٤ - الطُّفَيْلُ بن عَمْرو
ابن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سُليم بن فهم بن غَنْم بن دَوْس بن عُدْثان بن عبد الله بن زَهْران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نَصر بن الأزْدِ.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون الدّوْسيّ وكان له حِلْفٌ في قريش قال: كان الطّفيل بن عمرو الدّوْسيّ رجلًا شريفًا شاعرًا مَليئًا كثير الضيافة فقدم مكّة ورسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، بها
(١) في متن ل "كَسِيَ" وقراءة دى خويه "كُسِيَ" وآثرت قراءته اعتمادًا على رواية ث.
٤٥٤ - من مصادر ترجمته: سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٣٤٤.