ابن حُنَيف، واسمها هند بنت رافع بن عُمَيس بن معاوية بن أمية بن زَيد بن قيس بن عامر بن مُرّة بن مالك، مِنَ الأوس من الجَعادِرة، فَوَلَدَ عثمانُ بنُ حُنَيف: عثمانَ بن عثمانَ، وأمه أم سَعد بنت سَعد بن أبي وَقاص بن أُهَيب بن عَبد مَناف بن زُهرة، وعبدَ الله بن عثمان، وأمه أم ولد، والبَرَاءَ بن عثمان، وأمه أم ولد، وحَارِثَةَ بن عثمان، وأمه مِنْ كِندةَ، ومحمدًا وعَبدَ الله وأمَّ سهل لأم وَلد.
(*) أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، عَن سَعيد بن أبي عَرُوبة، عن قَتادة، عن أبي مِجْلَز. وأخبرنا مُخْبِرٌ عن أبي ليلى عن الحكم ومحمد بن المُتَشِر، أنّ عُمَر بن الخطاب وَجَّهَ عثمانَ بن حُنيف على خراج السواد وَرَزَقَه كل يوم رُبعَ شَاةٍ وخمسةَ دراهم، وأَمَره أن يمسح السوادَ عَامِرَهُ وغَامِرَه (١)، ولا يَمسح سَبخةً ولا تَلًّا ولا أجمَةً ولا مُستنقَعَ ماءٍ ولا ما لا يبلغه الماءُ.
فَمَسَحَ عثمانُ كلَّ شيء دُون الجبَل - يَعني دون حُلوان - إلى أرض العرَب، وهو أسفل الفُراتِ، وكتب إلى عُمر إني وَجَدتُ كل شيء بلغَهُ الماء من عامِر وغامِر ستة وثلاثين ألف ألف جَرِيب، وكان ذراعُ عُمَر الذي مَسَحَ به السوادَ ذِراعًا وقَبضةً والإبهامَ مُضجَعةً.
فكتب إليه عُمرُ أَن افرِض الخراجَ على كل جَريب عامرٍ أو غامرٍ عملَهُ صاحبُه أو لم يَعملْهُ درهمًا وقَفيزًا، وفَرض على الكروم على كل جريب عشرة دراهم وعلى الوِطاب (٢) خمسة دراهم وأطعَمهم النخلَ والشجر وقال هذا قوةٌ لهم على عِمارة بلادهم.
وفَرض على رقابهم يَعني أهلَ الذمَّة على المُوسِر ثمانية وأربعين درهمًا، وعلى مَن دُون ذلك أربعة وعشرين درهمًا، وعلى من لم يجد شيئًا اثني عشر درهمًا وقال مُعْتَملُ درهم لا يَعوزُ رجلا في كل شهر، ورَفَع عنهم الرقَّ بالخراج الذي وضعه في رِقابهم وجعلهم أكَرَةً في الأرض، فحُمل من خراج سواد الكوفة إلى
(*) من هذه العلامة إلى مثلها أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٣٢٠.
(١) الغامر من الأرض: ما لم يزرع.
(٢) لدى ابن الأثير في النهاية (وطب) الوَطْبُ الزِّقّ الذي يكون فيه السمن واللبن، وهو جلد الجَذَعَ فما فوقه، وجمعه أوطاب وَوِطَاب.