المسلمين، لَوَدِدتُ أني متّ قبله بعشر سنين، أما والله على ذلك ما ضربتُ بسيفٍ ولا طعنتُ برمحٍ ولا رميتُ بسهمٍ، وما رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئًا من ذلك (١).
قال نافع: حَسِبْتُه ذكر أنّه كانت بيده الراية فقدم الناسَ منزلةً أو منزلتين.
قال: أخبرنا أبو أسامة حمّاد بن أسامة ومحمد بن عبد الله الأسديّ قالا: حدّثنا مِسْعر قال: حدّثنا زياد بن سلامة قال: قال عبد الله بن عمرو: لَوَدِدتُ أني هذه الساريةُ.
قال: أخبرنا مَعْنُ بن عيسى قال: حدّثنا السَّرِيّ بن يحيَى، عن الحسن قال: ربّما ارتجز عبد الله بن عمرو بن العاص بسيفه في الحرب.
قال: أخبرنا مُسْلِم بن إبراهيم، قال: حدّثنا القاسم بن الفضل، قال: حدّثنا طلحة بن عُبَيد بن كَرِيز (٢) الخُزَاعِيّ، قال: كان عبد الله بن عمرو إذا جلس لم تنطق قريش، قال: فقال يومًا: كيف أنتم بخليفةٍ يملككم ليس هو منكم؟ قالوا: فأين قريش يومئذٍ؟ قال: يفنيها السيفُ.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: حدّثنا همّام بن يحيَى، قال: حدّثنا قَتَادَةُ عن عبد الله بن بُريدة، عن سليمان بن الربيع، قال: انطلقتُ في رهطٍ من نُسّاك أهل البصرة إلى مكّة فقلنا لو نظرنا رجلًا من أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فتحدّثنا إليه، فدُلِلْنا على عبد الله بن عمرو بن العاص فأتينا منزله فإذا قريب من ثلاثمائة راحلة. قال فقلنا: على كلّ هؤلاء حجّ عبد الله بن عمرو؟ قالوا: نعم هو ومواليه وأحبّاؤه. قال: فانطلقنا إلى البيت فإذا نحن برجل أبيض الرأس واللحية بين بُرْدَينِ قِطْرِيَّيْنِ (٣) عليه عمامة ليس عليه قميص (٤).
(١) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٩٢.
(٢) كَريز: بفتح أوله (تقريب).
(٣) في المخطوط والمطبوع "قَطَرِيَّيْن" والمثبت لدى الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٩٣. ولدى ابن الأثير في النهاية (قطر) أنه - عليه السلام - كان مُتَوَشَحًا بثوب قَطَرِيّ" هو ضرب من البرود فيه حُمْرَة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة.
وقيل: هي حُلُلٌ جِياد تُحمل من قِبَل البَحْرين.
وقال الأزهري: في أعراض البحرين قرية يقال لها: قَطَر، وأحسب الثياب القَطْرية نسبت إليها، فكسروا القاف للنسبة وخففوا.
(٤) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٩٣.