فقال له أبو بكر: أَمَا آنَ لَكَ أنْ تُقصِر؟ قال: إن أفْلَتّ من محمد هذه المرة لم أعد أبدًا. فقال أبو بكر: فأسلم تترك. قال فرات: فقد أسلمتُ لله رب العالمين فتركه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، من القتل (١).
ولم يزل يغزو مع المسلمين إلى أن قُبِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فتحول إلى الكوفة وابتنى بها دارًا في بني عجل، وله اليوم عَقِبٌ بالكوفة.
قال: هذا كُلّه أخبرنا به محمد بن عمر، عن محمد بن الحسن بن أُسامة بن زيد، عن أهله مَا خَلَا نَسَب فُرات بن حيّان، فإنه أَخْبَرَنا به هشامُ بن السائب الكَلْبِي عن أبيه.
قال محمد بن عمر: وكانت سرية زيد التي أصاب فيها فراتَ بن حَيّان تُسمى سرية القَرَدَة، وهي ناحِيةٌ مِن نجد ما بين الرَّبذة والغَمرة. وكانت في جمادى الآخرة على رأس ثمانية وعشرين شهرًا مِن الهجرة.
* * *
٨٤٨ - قَيْس بن المُحَسِّر (٢)
لم نعرف نَسبه، وكان خرج مع زيد بن حارثة في السرية التي بعثه رسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، فيها إلى أُمِّ قِرْفة، وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر (٣). فكان قيس بن المحسّر هو الذي قَتلَها قتلًا عنيفًا، رَبط بين رجليها حَبْلًا ثم ربطها بين بَعيريْنِ وهي عجوز كبيرة. وقَتَل قيسُ بن المحسر أيضًا عبدَ الله بن مَسْعَدَة، وقتل النعمان بن
(١) انظره لدى الواقدي، ص ١٩٨.
٨٤٨ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٤ ص ٤٤٦.
(٢) كذا في الأصل هنا وفيما ذكره المصنف في سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة، ومثله لدى الواقدي ص ٥٦٥ وابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣ ص ١٢٩٨ وابن حجر في الإصابة ج ٥ ص ٤٩٩ وَذَكر أنه قيل بتقديم السين.
ولدى الكلبي في الجمهرة ص ١٤٢ "المُسَحَّر" ومثله لدى ابن هشام في السيرة ج ٤ ص ٦١٧ وابن الأثير ج ٤ ص ٤٤٧.
(٣) كذا في الأصل هنا وفيما ذكره المصنف في سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة. ومثله لدى ابن هشام في السيرة ج ٤ ص ٦١٧ والبلاذري في أنساب الأشراف، ج ١ ص ٣٧٨، وابن حزم في الجمهرة ص ٢٥٧. ولدى الواقدي ص ٥٦٥ "فاطمة بنت ربيعة بن زيد".