قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أَبِي فُدَيْك، عن ابن أَبِي ذِئب، عن المَقْبُرِيّ، عن أبي هريرة أنه قال: إن الناس قد قالوا قد أكثر أَبو هريرة من الأحاديث عن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلقيتُ رجلًا فقلت: أَيَّة سورة قرأ بها رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، البارحة في العَتَمة؟ قال: لا أدري. قلت: ألم تشهدها؟ قال: بَلَى. قال: قلت ولكني أدري، قرأ سورة كذا وكذا (١).
قال: أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأَغَرّ، وأحمد بن محمد بن الوليد الأَزْرَقِي المَكِّيّانِ قالا: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد السعيدي الأموي، عن جده، قال قالت عائشة لأبي هريرة: إنك لتحدث عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، حديثًا ما سمعته منه فقال أبو هريرة يا أُمَّه! طلبتُها وشغلكِ عنه المرآةُ والمُكْحَلَةُ، وما كان يشغلني عنها شيء (٢).
قال: أخبرنا الوليد بن مسلم، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز، عَنْ مكحول قال: تواعد الناس وهم بالجَابِيَة قُبَّةً من قِبَابِ معاوية فاجتمعوا، فقام فيهم أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، حتى أصبح (٣).
قال: أخبرنا كَثِير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن بُرْقَان، قال: حدّثنا الوليد بن زَرْوَان، قال حدثني عبد الوهاب المدني، قال: بلغني أن رجلًا دخل على معاوية بن أبي سفيان، فقال: مررتُ بالمدينة، فإذا أبو هريرة جالس في المسجد، حوله حلقةٌ يحدِّثهم فقال: حدَّثني خليلي أبو القاسم نبيّ الله، - صلى الله عليه وسلم -، ثم استعبر فبكى، ثم عاد فقال: حدّثني خليلي أبو القاسم نبي الله، - صلى الله عليه وسلم -، ثم استعبر فبكى، ثم قام (٤).
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل، قال: حدّثنا زهير بن معاوية، عن الأعمش قال: قال أبو هريرة: يزعم عليٌّ أني أكذب على رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: ثم يضرِب صلعته! سمعت رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -!
(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه: مختصر ابن منظور، ج ٢٩ ص ١٩٢.
(٢) انظره لدى ابن عساكر: المختصر ج ٢٩ ص ١٩٦، وسير أعلام النبلاء، ج ٢ ص ٦٠٤.
(٣) سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٩٩.
(٤) أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء، ج ٢ ص ٦١١.