فإذا احترقت الجُنَّة فكيف نصنع؟ قال يا أيّها النَّاس: ها، إِنّ هذا تُرَابى. فقال: إِنِّي ترابى، خُلِقْتُ مِن التراب وإلى التراب أَصِير.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قِلَابَة قال: قال كَعْب: لن يملك أحد مِن هذه الأمة ما مَلَك معاوية.
قال: أخبرنا أبو أُسامة حمّاد بن أُسامة عن مجالد عن عامر عن الحارث قال: لما رَجَع علىّ مِن صِفِّين علم أنه لا يملك، فتكلم بأشياء لم يكن يتكلم بها قبل ذاك، وقال أشياء لم يكن يقولها قبل ذاك، فقال: أيّها النَّاس لا تكرهوا إمارة معاوية فوالله لو قد فقدتموه لقد رأيتم الرءوس تندر (١) مِن كواهلها كالحَنْظَل (٢).
قال: أخبرنا الفضل بن دُكَين قال: حدّثنا موسى بن قيس الحَضْرَمِيّ عن قيس بن رُمانة عن أَبِي بُرْدَة قال: قال معاوية بن أبي سفيان: إن كان يقاتل على الأمر إِلَّا من أجل دم عثمان.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك عن مَعْمَر عن ابن مُنَبِّه قال: سمعتُ ابن عبّاس يقول: ما رأيتُ رجلًا كان أخلق للملك مِن معاوية، إن كان النَّاس لَيَرِدُون منه على أرجاء وادٍ رَحْبٍ، ولم يكن بالضيق (٣) الحصر العُصْعُص المُتَغَضِّب (٤) - يعني ابن الزبير.
قال: أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن قال: حدّثنا أبو بكر بن عَيَّاش، عن أبي إسحاق قال: كان معاوية وكان وكان وما رأينا بعد مثله. قال أبو بكر: ما ذكر عمر بن عبد العزيز.
(١) تسقط وتقع.
(٢) انظره لدى البلاذرى في أنساب الأشراف.
(٣) في الأصل "ولم يكن كالضيق الحصص الحصر المتعصب" وقد اتبعت ما ورد بتاريخ الإسلام للذهبى وفيات سنة ٦٠ هـ، ومثله في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٥٣، راجع أيضًا مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ٢٥ ص ٥٤. وشرحه ابن عساكر قائلًا: "قوله: يردون منه أرجاء واد رحب: شبهه بواد واسع لا يضيق على من ورده للشرب. والرجا: حرفه وشفيره. والحَصِر: الممسك البخيل" ويقال: فلان ضيق العصعص: أي نكد قليل الخير: والمتغضب: من إذا أغضبته تغضَّب.
(٤) انظره لدى الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٥٣.