السُّنَن والتَّفَقُّهَ في الدين، وقال لعتاب: أتدرى عَلَامَ استعملتك؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: استعملتك على أهل الله. فأقام عتاب للناس الحج تلك السنة -وهي سنة ثمان- بغير تَأْميرٍ مِن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إياه على الحج، ولكنه كان أمير مكّة، وحج ناسٌ مِن المسلمين والمشركين على مدتهم. وقد سمعتُ مَن يذكر أن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، استعمله على الحج تلك السنة، فالله أعلم.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: سمعت عمر بن عبد العزيز في خلافته. قال محمّد بن عمر: وأخبرنا محمّد بن صالح عن موسى بن عمران بن مَنّاح قالا: قُبض رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وعَتّاب بن أَسِيد عامله على مكة، كان ولّاه يوم الفتح، فلم يزل عليها حتَّى توفى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قال: أخبرنا الضَّحَّاك بن مَخْلَد الشَّيْبَانِي أبو عاصم النَّبيل قال: حدّثنا خالد بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد عن مولى لهم أَراه ابن كيسان قال: قال عتّاب بن أَسِيد: ما أصبت منذ وليت عملى هذا إِلَّا ثوبين معقدين كسوتهما مولاى كيسان.
* * *
١٠٣١ - وأخوه: خالد بن أَسِيد
ابن أَبِي العِيص بن أُمَيّة بن عَبْد شَمْس بن عبد مَنَاف. وأمّه زينب بنت أبي عَمرو بن أُميّة بن عبد شمس.
فَوَلَدَ خالدُ بن أَسِيد: عبدَ الله وأبا عثمان وأُميّةَ وأُمَّ القاسم، وأمهم رَيْطَةُ بنت عبد الله بن خزاعى بن أَسِيد بن الحُوَيْرِثِ بن الحارث بن حَبِيب بن الحارث بن مالك بن حُطَيط بن جُشَم بن ثَقِيف.
وأسلَم خالد بن أَسِيد يوم فتح مكّة وله بقية وعقب بمكّة والبصرة، وكان في خالد تيه شديد، فلمّا أسلَم يوم فتح مكّة نظر إليه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: اللهم زِده تيهًا. قال: فإن ذلك لفى ولده إلى اليوم (١).
١٠٣١ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٨٩ كما ترجم له فيمن نزل مكّة.
(١) انظره في مختصر ابن عساكر ج ٧ ص ٣٢٥.