قط بعد النبي، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شيئًا، قد دعانى أبو بكر وعمر إلى حقى فأبيت أن آخذه، وذلك أنى سمعت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: الدنيا خَضِرَةٌ حُلْوَة مَن أخذها بسَخَاوة نفس بُورِك له فيها، ومَن أخذها بإشراف نفس لم يبارك له، فقلت يومئذ: لَا أَرْزَأُ أحدًا بعدك شيئًا أبدًا (١).
قال: وكنت رجلًا مجدودًا (٢) في التجارة، ما بعتُ شيئًا قط إلا ربحتُ فيه، ولقد كانت قريش تبعث بالأموال وأبعثُ بمالى، فربما دعانى بعضهم أن يخالطنى بنفقته، يريد بذلك الجَدَّ (٣) في مالى، وذلك أنى كلما ربحت تحنَّثت به أو بعامته، أريد به ثراء المال والمحبة في العشيرة (٤).
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أَبِى الزِّناد عن أبيه قال: قيل لحكيم بن حزام: ما المال يا أبا خالد؟ قال: قلة العيال.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدّثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال حكيم بن حزام: اسقونى ماءً. قالوا: قد شربت اليوم مرة، قال: فلا.
قال محمد بن عمر: وقدم حكيم بن حزام المدينة، ونزلها وبنى بها دارًا عند بلاط الفاكهة عند زقاق الصواغين، ومات بالمدينة سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو ابن مائة وعشرين سنة (٥).
* * *
١٠٥٣ - خالد بن حَكِيم
ابن حِزَام بن خُوَيْلد بن أَسَد بن عَبْد العُزَّى بن قُصَيّ، وأمه زينب بنت العوام بن خُوَيْلد بن أسد بن عَبْد العُزَّى بن قُصَيّ.
(١) الجمهرة ص ٣٧٠، والمزى ج ٧ ص ١٧٨.
(٢) مجدود: محظوظ موفق.
(٣) الجَدّ: الحظ.
(٤) الجمهرة ص ٣٧١.
(٥) المزى ج ٧ ص ١٨٩.
١٠٥٣ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٩٢.