فمرض عبد الله بن عباس. فبينا نحن عنده إذ قال في مرضه: إني أموت في خير عصابة على وجه الأرض أحبهم إلى الله (١) وأكرمهم عليه وأقربهم إلى الله زُلفى، فإن متّ فيكم فأنتم هم، فما لبث إلا ثمان ليالٍ بعد هذا القول حتى توفي - رحمه الله -، فصلّى عليه محمد بن الحنفية وولينا حمله ودفنه (٢).
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير، عن محمد بن إسحاق، عن الصلت بن عبد الله بن نوفل، قال: رأيت ابن العباس وخاتمه في يمينه ولا إِخَالُهُ إلّا أنه قد كان يذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هنالك يلبسه.
قال: أخبرنا يَعلَى بن عبيد، قال: أخبرنا رِشْدِين بن كُرَيب، عن أبيه، أَنَّ (٣) ابنَ عباس كان يتختم في يساره.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا أبو عوانة، عن هلال بن خَبّاب، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس، أنه لم يكن يدخل الحمّام إلا وحده، ولم يكن يدخل إلا وعليه ثوب صفيق ويقول: إني لأستحي من (٤) الله أن يراني متجردًا في الحمّام.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا أبو عَوَانة، عن أبي الجويرية، قال: رأيت إزار ابن عباس إلى نصف الساق أو فوق ذلك وعليه قطيفة رومية، يصلي مستقبل البيت.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو عَوَانة، عن أبي حمزة، قال: رأيت عَلَى ابن عباس قميصًا مقلصًا فوق الكعب، والكُم يبلغ أصول الأصابع ويغطي ظهر الكف، ورأيت ابن عباس مشى يومًا في أحد العيدين في خمسة من أهله، وكان قائم البصر.
قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا رِشْدِين بن كُرَيب، عن أبيه، قال: رأيت ابن عباس يعتمّ فيرخي من عمامته شبرًا بين كتفيه ومن بين يديه (٥).
(١) ح "أحبهم على الله" والمثبت من ث ومثله لدى ابن عساكر في تاريخه.
(٢) مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ١٢ ص ٣٢٨.
(٣) ث "عن" تحريف صوابه من ح.
(٤) ساقط من ث وهو في ح.
(٥) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٥٥.