وسليمان مولى الحسين بن علي، قتله سليمان بن عوف الحضرمي ومنْجِح، مولى الحسين بن علي وعبد الله بن بُقْطر، رضيع للحسين (١)، قتل بالكوفة، رُمِيَ به من فوق القصر، فمات وهو الذي قيل فيه:
وآخر يَهْوى من طَمَارِ قتيل
وكان مَن قُتِلَ معه - رضي الله عنه - من سائر الناس من قبائل العرب، من القبيلة الرجل، والرجلان، والثلاثة، ممن صبر معه.
وقد كان ابنا عبد الله بن جعفر، لجأا إلى امرأة عبد الله بن قُطبة الطائي، ثم النبهاني وكانا غلامين لم يبلغا، وقد كان عمر بن سعد، أَمَرَ مناديًا فنادى: من جاء برأس فله ألف درهم، فجاء ابن قُطبة إلى منزله. فقالت له امرأته: إنّ غلامين لجأا إلينا فهل لك أن تشرف بهما فتبعث بهما إلى أهلهما بالمدينة قال: نعم، أرنيهما، فلما رآهما ذبحهما وجاء برءوسهما إلى عُبيد الله بن زياد، فلم يعطه شيئًا، فقال عُبيد الله: وَدِدْتُ أنه كان جَاءَني بهما حَيّين فمنَنَتُ بهما على أبي جعفر - يعني عبد الله بن جعفر - وبلغ ذلك عبد الله بن جعفر، فقال: وددت أنه كان جاءني بهما فأعطيته ألفي ألف.
ولم يَفْلتْ من أهل بيت الحسين بن علي الذين معه، إلا خمسة نفر: علي بن حسين الأصغر، وهو أبو بَقيّة ولد الحسين اليوم، وكان مريضًا فكان مع النساء.
وحسن بن حسن بن علي وله بقية وعمرو بن حسن بن علي ولا بقية له.
والقاسم بن عبد الله بن جعفر ومحمد بن عقيل الأصغر فَإنّ هؤلاء استضْعِفُوا، فَقُدِمَ بهم، وبنساء الحسين بن علي، وهُنَّ: زينب، وفاطمة ابنتا علي بن أبي طالب، وفاطمة، وسُكَينة ابنتا الحسين بن علي، والرباب بنت أُنَيْفْ الكلبية امرأة الحسين بن علي، وهي أم سكينة، وعبد الله المقتول ابني الحسين بن علي وأم محمد بنت حسن بن علي، امرأة علي بن حسين وموالي لهم،
(١) الطبري ج ٥ ص ٤٦٨ - ٤٦٩.