أنا ابنُ ذات النِّطَاقين هَلُمّ إليَّ
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن مصعب، عن هشام بن عروة، قال: جاء رجل إلى ابن الزبير يوم الثلاثاء فحذره الكمين، فقال ابن الزبير: -
لن يأخذوا سَلَبِي غَصْبا وإن كَثُروا … ما لم أَكُنْ نائمًا أو لم يَغُرّوني (١)
قال: وجاء عمارة بن عمرو بن حزم فقال: لو رَكِبتَ رواحلك فنزلتَ برَمْل الجَزْل. فقال: ابن الزبير: فما فَعَلَتِ القَتْلى بالحرم، والله لئن كنتُ أوردتهم ثم فررتُ عنهم، لبئس الشيخ أنا في الإسلام (٢).
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني مصعب بن ثابت، عن نافع مولى بني أسد، قال: لمّا كان ليلة الثلاثاء، قال الحجّاج لأصحابه: والله إني لأخاف أن يهربَ ابن الزبير، فإن هربَ فما عُذرنا عند خليفتنا؟ فبلغَ ابن الزبير قوله فَتَضَاحَكَ، وقال: إنه والله ظَنّ بي ظنه بنفسه، إنه فَرّار في المواطن وأبوه قبله (٣).
قال محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الله بن مصعب، عن هشام بن عروة، قال: لما أصبحوا يوم الثلاثاء، غَدَا ابن الزبير ومعه نَحْو مِنْ ثلاثمائة، فقال: استأخِروا عني لا يقولن أحد حَمَى ظَهْرَه، فتنحّى عنه الناس، ثم حمل على باب من تلك الأبواب فهزَمهم، حتى خرجوا إلى الأبطح وهو يرتجز:
قد سَنّ أصحابُك ضَرْبَ الأعناقْ
وقامت الحربُ بنا عَلَى سَاقْ
صَبرًا عقاق (٤) إنّه شَرٌّ باقْ
(١) ابن عساكر ص ٤٨٢ نقلًا عن ابن سعد.
(٢) ابن عساكر ص ٤٨٢ نقلًا عن ابن سعد.
(٣) أورده ابن عساكر ص ٤٨٢ نقلًا عن ابن سعد.
(٤) كذا لدى ابن عساكر ص ٤٨٣ وهو ينقل عن ابن سعد، وهو من عَقَّ يَعُقّ ضد بَرّ. وفي الأصل "عفاق" وكذا في المطبوع. وما جاء بالمتن والمطبوع وحواشيه أراه مجانبًا للصواب.