قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى حسين بن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب قال: مات أبي عليّ بن حسين سنة أربعٍ وتسعين وصلّينا عليه بالبقيع.
قال: وسمعتُ الفضل بن دُكين يقول: مات سنة اثنتين ولم يصنع شيئًا، أهلُ بيته وأهل بلده أعلم بذلك منه.
قال: أخبرنا عبد الرحمن بن يونس عن سفيان عن جعفر بن محمد قال: مات عليّ بن حسين وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنة.
قال محمد بن عمر: فهذا يدلّك على أنّ عليّ بن حسين كان مع أبيه وهو ابن ثلاثٍ أو أربعٍ وعشرين سنة، وليس قول من قال إنّه كان صغيرًا ولم يكن أنبت بشيء، ولكنه كان يومئذٍ مريضًا فلم يقاتل. وكيف يكون يومئذٍ لم يُنْبِت وقد وُلد له أبو جعفر محمد بن عليّ؟ ولقى أبو جعفر جابرَ بن عبد الله وروَوْا عنه، وإنّما مات جابر سنة ثمانٍ وسبعين.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا أبو معشر عن المَقْبُرى قال: لما وُضع عليّ بن حسين ليصلّى عليه أقْشَع الناس إليه وأهل المسجد ليشهدوه، وبقى سعيد بن المسيّب في المسجد وحده، فقال خَشْرَم لسعيد بن المسيّب: يا أبا محمد ألا تشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح؟ فقال سعيد: أصلّى ركعتين في المسجد أحبّ إليّ من أن أشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى عُثيم بن نَسْطاس قال: رأيتُ سليمان بن يَسار خرج إليه فصلّى عليه وتبعه، وكان يقول: شهودُ جنازة أحبّ إليّ من صلاة تطوّع.
قال: أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدّثنا جرير عن شيبة بن نعامة قال: كان عليّ بن حسين يُبَخَّل فلمّا مات وجدوه يقوت مائة أهل بيت بالمدينة في السرّ (١). قالوا وكان عليّ بن حسين ثقهً مأمونًا كثير الحديث عاليًا رفيعًا ورعًا (٢).
(١) المزى ج ٢٠ ص ٣٩٢.
(٢) المزى ج ٢٠ ص ٣٨٤.