أبو المِقْدام، عن عمرو بن قيس أنّ عمر بن عبد العزيز بعثه على الصائفة فقال له: يا عمرو لا تكن أول الناس فتُقْتَلَ فينهزم أصحابك ولا تكن آخرهم فتثبّطهم وتجبّنهم، ولكن كن وسطهم حيث يرون مكانك ويسمعون كلامك، وفادِ من قدرت عليه من المسلمين وأرقّائهم وأهل ذمّتهم.
أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدَّثنا بشر بن المفضّل قال: حدَّثنا خالد الحذاء قال: كان عمر بن عبد العزيز لا يبسط وسائد العامّة للخاصة ولا يُسْرِجُ سراج العامّة للخاصة، وكان لا يأكل من طعام الخاصة فقيل له: إنّك إذا أمسكت بيدك أمسك الناس بأيديهم. فأمر بثلاثة دراهم أو أربعة دراهم فأُلْقيت في الطعام فجعل يأكل معهم.
أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدَّثنا حمّاد بن زيد قال: أخبرنا يحيَى بن سعيد قال: كتب عبد الحميد بن عبد الرحمن إلى عمر بن عبد العزيز: إنّه رُفع إلىَّ رجل يسبّك، وربّما قال حمّاد: يشتمك، فهممتُ أن أضرب عنقه فحبستُه وكتبتُ إليك لأَستَطلع في ذلك رأيك. فكتب إليه: أما إنّك لو قتلته لأقدتُك به، إنّه لا يُقْتَل أحد بسَبّ أحد إلا من سَبّ النبي، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فاسْببه إن شئت أو خلِّ سبيله.
أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا عبّاد بن عبّاد قال: حدّثنى مزاحم بن زُفَر قال: قدمتُ على عمر بن عبد العزيز في وفد أهل الكوفة فيسألنا عن بلدنا وأميرنا وقاضينا، ثمّ قال: خمسٌ إن أخطأ القاضي منهنّ خصلةً كانت فيه وَصْمة، أن يكون فهيمًا وأن يكون حليمًا وأن يكون عفيفًا وأن يكون صليبًا وأن يكون عالمًا يسأل عمّا لا يعلم.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدىّ قال: حدّثنا سفيان، عن يحيَى بن سعيد عن عمر بن عبد العزيز قال: لا ينبغى للقاضى أن يكون قاضيا حتى تكون فيه خمس خصال: عفيف، حليم، عالم بما كان قبله، يستشير ذوى الرأى، لا يبالى ملامة الناس.
أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا أبو المِقْدام هشام قال: حدّثنى يحيَى بن فُلان قال: قدم محمد بن كعب القُرَظى على عمر بن عبد العزيز، قال: وكان عمر حسن الجسم، قال فجعل ينظر إليه نظرًا شديدًا لا يُطْرِف، قال: فقال: يابن