فيمن يغسّلنى ويكفّننى ويدخل قبرى، فإذا وضعتمونى في لحدى فحُلّ العقدة ثمّ انْظر إلى وجهى فإنّى قد دفنت ثلاثة من الخلفاء كلّهم إذا أنا وضعته في لحده حللتُ العقدة ثمّ نظرتُ إلى وجهه فإذا وجهه مُسْوَدٌّ في غير القبلة (١).
قال رجاء: فكنتُ فيمن غسّل عمر وكفّنه ودخل في قبره، فلمّا حللتُ العقدة نظرتُ إلى وجهه فإذا وجهه كالقراطيس إلى القبلة (٢).
أخبرنا عبّاد بن عمر الواشحى -مؤذّن مسجد سليمان بن حرب بالبصرة- قال: حدّثنا مَخْلَد بن يزيد قال: لقيته منذ خمسين وكان نازلًا في بنى غُبَر (٣) وكان فاضلًا خيّرًا كبير السن.
عن يوسف (٤) بن ماهَك قال: بينما نحن نسوّى التراب على قبر عمر بن عبد العزيز إذ سقط علينا رقّ من السماء فيه مكتوب: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى عمرو بن عثمان قال: مات عمر بن عبد العزيز لعشر ليالٍ بقين من رجب سنة إحدى ومائة وهو ابن تسعٍ وثلاثين سنة وأشهر. وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر، ومات بدَيْر سِمعان.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى عمّى الهيثم بن واقد قال: وُلدتُ سنة سبعٍ وتسعين واستُخلف عمر بن عبد العزيز بدابِق يوم الجمعة لعشر بقين من صفر سنة تسع وتسعين، فأصابنى من قَسْمه ثلاثة دنانير، وتوفّى، رحمه الله، بخُناصرة يوم الأربعاء لخمس ليالٍ بقين من رجب سنة إحدى ومائة، وكان شَكْوُه عشرين يومًا، وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيّام. ومات وهو ابن تسعٍ وثلاثين سنة وأشهر، ودُفن بدير سمعان.
(١) سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ١٤٣ نقلا عن ابن سعد.
(٢) المصدر السابق.
(٣) كذا في ث. وفى طبعة ليدن بعد "بنى" عدة نقط. وبالحواشى "الكلمة بعد: بنى - قد طمست تماما. والأرجح أنها - عبد".
(٤) كذا جاء الكلام موصولا في ث. وانتهى الخبر السابق بقوله "كبير السن" وجاء عقبها: عن يوسف بن ماهك. وكذلك انتهى الخبر السابق لدى الذهبي ص ٢٠٥ وفيات سنة ١٠١ وهو ينقل عن ابن سعد بقوله "وكان فاضلا خيرا" وجاء عقبه "عن يوسف بن ماهك". وفى طبعة ليدن بعد "كبير السن" عدة نقط. وبالحواشى "كبير السن: ورد بعدها في الأصل: عن يوسف بن ماهك. ومن المؤكد أن الناسخ قد أسقط عدة كلمات".