إسحاق، عن الزُّهْرى، قال: ما استعدتُ حديثًا قطّ ولا شككتُ في حديث إلَّا حديثًا واحدًا فسألتُ صاحبى فإذا هو كما حفظته.
أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويْسى قال: حدّثنى إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: ما أرى أحدًا جَمَعَ بعد رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ما جَمَعَ ابن شهاب.
أخبرنا سُفيان بن عُيينة، قال: قال لي أبو بكر الهُذلى: -وكان قد جالس الحسن وابن سيرين- احفظ لي هذا الحديثَ لحديثٍ حدّث به الزُّهْرى، وقال أبو بكر: لم أر مثل هذا قط -يعني الزُّهرى-.
أخبرنا مُطَرِّف بن عبد الله اليسارى، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: ما أدركت بالمدينة فقيهًا محدّثًا غير واحد. قلتُ: مَن هو؟ قال: ابن شهاب الزُّهْري.
أُخبِرتُ عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمَر قال: أخبرني صالح بن كيْسان قال: اجتمعت أنا والزُّهْرى -ونحن نطلب العلم- فقلنا: نكتب السُّنن فكتبنا ما جاء عن النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: ثم قال الزُّهْرى: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنّة. قال: فقلتُ أنا: لا، ليس بسنّة لا نكتبه. قال: فَكَتَبَ ولم أكتب فأنجح وضيَّعْتُ (١).
قال: وقال يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: قال أبى: ما سبقنا ابن شهاب من العلم إلَّا أنا كنَّا نأتى فَيَسْتَنْتل ويشد ثوبه على صدره ويسأل عما يريد، وكنا تمنعنا الحداثة.
أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل، عن عبد الرزاق قال: حدّثنا مَعْمَر عن الزُّهْرى قال: كنا نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء، فرأينا أن لا نمنعه أحدًا من المسلمين.
أُخْبِرْتُ عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمَر قال: قيل للزُّهرى: زعموا أنك لا تحدث عن الموالى؟ فقال: إني لَأُحَدِّث عنهم، ولكنى إذا وجدت أبناء المهاجرين والأنصار أتكئُ عليهم فما أصنع بغيرهم.
(١) تاريخ الإسلام للذهبى.