يأتيه ويحادثه، وشَغَلَ أبو الزِّناد ابنَ أخى حمّاد بن أبي إسحاق في شيء من عمله، فأصاب عشرة آلاف درهم، فأتاه حمّاد فتشكر له.
أخبرنا محمد بن عمر، قال: سمعتُ مالك بن أنس يقول: كانت لأبي الزِّناد حلقة على حدة في مسجد رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -.
أخبرنا محمد بن عمر، قال: أخبرني من رأى عبد الله بن حسن، وداود بن حسن، يجلسان إلى أبي الزِّناد في حلقته.
وسألت محمد بن عمر عن السبعة الذين كان أبو الزِّناد يحدّث عنهم يقول: حدّثنى السبعة فقال: سعيد بن المسيّب، وعُروة بن الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هِشام، والقاسم بن محمد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسليمان بن يسار.
قال: وقال محمد بن عمر: مات أبو الزِّناد بالمدينة، فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة وهو ابن ست وستين سنة (١). وكان ثقة كثير الحديث، فصيحًا بصيرًا بالعربية عالمًا عاقلًا وقد ولى خراج المدينة.
* * *
٢٠٤٥ - رَبيعةُ الرَّأى بن أبي عبد الرحمن
واسم أبي عبد الرحمن فَرُّوخ، مولى آل المنكدر التيميين، ويُكنى ربيعة أبا عثمان.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، قال: سمعت مالك بن أنس وَذُكِرَ عنده لُبْسُ الخَزّ، فقال: كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يلبس قُلَيْسِيَةً (٢) ظهارتها وبطانتها من خزّ، وكان لا يرى بلبس الخزّ بأسًا. فقيل له: ولم يجعل بطانتها خزًّا وهى لا تظهر وغير الخزّ يجزئه؟ فقال مالك يريد بذلك الدِّفْء واللين.
(١) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٤٥٠.
٢٠٤٥ - من مصادر ترجمته: طبقات خليفة ص ٢٦٨، وتهذيب الكمال ج ٩ ص ١٢٣.
(٢) قليسية: تصغير قلنسوة، وهى لباس للرأس.