ووُلد عبد الملك بن عبد العزيز عام الجحاف سنة ثمانين، سيلٌ كان بمكّة (١).
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: قدم علينا ابن جُريج البصرة في ولاية سفيان بن معاوية قبل خروج إبراهيم بن عبد الله بسنة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: سألت ابن جُريج عن قراءة الحديث على المحدّث فقال: ومثلك يسأل عن هذا؟ إنّما اختلف الناس في الصحيفة يأخذها ويقول أُحدّث بما فيها ولم يَقْرَأها، فأمّا إذا قرأها فهو سواء.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبرة قال: قال ابن جُريج: اكتب لي أحاديث سُنَن. قال فكتبتُ له ألف حديث ثمّ بعثتُ بها إليه ما قرأها عليّ ولا قرأتها عليه.
قال محمد بن عمر: فسمعتُ ابن جُريج بعد ذلك يحدّث يقول حدّثنا أبو بكر بن أبي سَبْرة في أحاديث كثيرة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أبي الزّناد قال: شهدتُ ابن جُريج جاء إلى هشام بن عُرْوة فقال: يا أبا المنذر الصحيفة التي أعطيتها فلانًا هي حديثك؟ فقال: نعم (٢).
قال محمد بن عمر: فسمعتُ ابن جُريج بعد ذلك يقول: حدّثنا هشام بن عروة مالا أُحْصى (٣).
قال ابن جُريج: قدمتُ بلدًا داثرًا فنثرتُ لهم عيبة علم، يعني اليمن.
قال محمد بن عمر: ومات ابن جريج في أوّل عشر ذي الحجّة سنة خمسين ومائة وهو ابن ستٍّ وسبعين سنة. وكان ثقةً كثير الحديث جدًّا (٤).
* * *
(١) أورده ابن حجر في التهذيب ج ٢ ص ٦١٧ نقلًا عن ابن سعد.
(٢) المصدر السابق.
(٣) المصدر السابق.
(٤) نفس المصدر.