من ولد عمّار بن ياسر قال: وَفَدَ مِخْوَس بن معديكرب بن وَلِيعة فيمن معه على النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ خرجوا من عنده فأصاب مِخْوَس اللّقوةُ، فرجع منهم نفر فقالوا: يا رسول الله سيد العرب ضربته اللقوة، فادلُلنا على دوائه، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: خُذوا مِخْيَطًا فَاحْموهُ في النّارِ ثمّ اقْلِبوا شَفْرَ عَيْنِهِ فَفيها شِفاؤهُ وَإلَيْها مَصيرُهُ، فالله أعْلمُ ما قُلْتُمْ حينَ خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدي! فصنعوه به فبرأ (١).
قال: أخبرنا هشام بن محمّد قال: حدّثني عمرو بن مهاجر الكندي قال: كانت امرأة من حضرموت ثمّ من تِنْعة (٢) يقال لها تهناة بنت كليب صنعت لرسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، كسوة ثمّ دعت ابنها كليب بن أسد بن كليب فقالت: انطلق بهذه الكسوة إلى النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه بها وأسلم، فدعا له، فقال رجل من ولده يعرّض بناس من قومه:
لقد مسح الرسولُ أبا أبينا … ولم يمسح وجوه بني بَحيرِ
شبابهمُ وشيبهُمُ سواءٌ … فهم في اللؤمِ أسنانُ الحميرِ
وقال كليب حين أتى النّبيَّ، - صلى الله عليه وسلم -:
منْ وَشْزِ بَرْهوت تهوى بي عُذَافِرَةُ … إلَيكَ يا خيرَ مَن يحْفى وَيَنْتَعلُ
تجوبُ بي صَفصَفًا غُبرًا مناهلُه … تزداد عفوًا إذا ما كلّتِ الإبلُ
شَهْرَينِ أعْمَلُها نَصًّا على وجل … أرجو بذاكَ ثوابَ الله يا رجُلُ
أنتَ النّبيّ الذي كنّا نُخَبَّرُهُ … وبَشّرَتْنَا بكَ التوراةُ والرّسُلُ (٣)
قال: أخبرنا هشام بن محمّد، أخبرنا سعيد وحُجر ابنا عبد الجبّار بن وائل بن حُجر الحضرمي عن علقمة بن وائل قال: وفد وائل بن حجر بن سعد الحضرمي على النّبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، فمسح وجهه ودعا له ورفّله على قومه ثم خطب النّاس فقال: أيّها النّاسُ هذا وائل بنُ حُجرٍ أتاكُمْ مِنْ حَضْرَمَوْت، ومدّ بها صوته، راغِبًا في الإسلامِ! ثمّ قال لمعاوية: انْطَلِقْ بهِ فَأنْزِلْهُ مَنْزِلًا بالحرّةِ. قال معاوية: فانطلقت به
(١) الصالحي ج ٦ ص ٤٨٨ نقلًا عن ابن سعد.
(٢) لدى البكري: تنعة: قرية بحضرموت.
(٣) الخبر والأبيات لدى الصالحي ج ٦ ص ٤٨٨ نقلًا عن ابن سعد.